بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 03 فبراير 2020 23:23 مساءً 0 436 0
الأخبار والأقوال .. مابين الشبهات والحقائق
الأخبار والأقوال .. مابين الشبهات والحقائق

الأخبار والأقوال .. ما بين الشبهات  والحقائق 

في الكثير من القضايا التي تطرح  للنقاش في أي مجلس ، تواجه الاختلاف في وجهات النظر تبعًا للزاوية  التي ينظرون منها  إليها  أو الغايات التي يتناول  فيها الأطراف القضية،  اًو تبعًا لخبرات وتجارب المشاركين في الحوار والنقاش .
و تتجلي الاختلافات وتتصاعد الخلافات  فيما يطرح على وسائل التواصل الاجتماعي،  خاصة " منصة تويتر " تلك المنصة التي يتبارى فيها الفكر والفكر المضاد، بعلم أو بدون علم ، بخبرة أو بعدمها و انعدامها ، كل يعتقد أنه ملك الحقيقة ولا يجهد نفسه بالبحث عنها والتقصي.
ربما كسلا  عن الخوض في متاهات لا يجيد الخروج منها فائزا بالمعرفة  والمعلومة الصحيحة، وربما اطمئنانا لعلمه الواسع الذي استمده من ذوى قربى يثق برأيهم و يرتاح لفكرهم ، أو ممن يعتقده  البحر  الهائل أو المحيط الواسع  ،أو لأنه طاب له هذا القدر من المعرفة وليس بامكان عقله تحمل المزيد ، أو التحقق من مصادره.
والأعجب من هذا كله أنه يتصدر للإفتاء و الإدلاء برأيه وما قوله  إلا نقل لافتراءات صدقها وإملاءات تبناها  وقد قال عز وجل : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
وحتى بعض ممن نحسبهم من  أهل الذكر لم يعودوا كلهم على ذات القدر من الثقة، و لا تملك الاطمئنان لقولهم ،لأنك لم تعد تدري  لأي مدرسة يرجعون ، وعلى يد  أي استاذ يتتلمذون،  و لأي توجه يميلون .
نشر الإشاعات والافتراءات والآراء على عواهنها  مدخل خطير لزعزعة الثقة والنيل من وحدة الأمة و استقرار الوطن ، والأخطر منه التشكيك بالمصادر والعلماء  والذي  بات مدخلًا  أشد خطورة لضرب الثقة وزعزعة الاطمئنان لمن يمكن الأخذ عنهم والاحتكام لرأيهم .
وهذا يعد من أشد أنواع الحروب خطورة التي قد تواجهها الأمم بحضارتها وتاريخها  ورجالاتها .
إن كانت حروب الماضي بالسيوف والرماح والأسهم 
فالحروب القادمة حرب فكر  و تشكيك بالثوابت و زعزعة الأركان  وسلب الهوية .

جمال بنت عبد الله السعدي- جدة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق