بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الاربعاء, 26 فبراير 2020 11:57 مساءً 0 439 0
آنست طيبًا
آنست طيبًا

( آنست طيبًا) 


الكاتبة / ليلى الأحمدي 


أخي من نحن؟
ألهمني هذا التساؤل الذي هو مطلع لقصيدة جبران الرائعة،
أخي من نحن لاوطن ولا أهلَ ولا جار...
فتدفقت التساؤلات المشابهة في ذهني، وضج بها صدري، فطفقت أتفكر في أحوالنا وما أكثر ماهنالك من أحوال يحار العقل فيها.
من نحن يا منازلنا؟ التي أصبحت واسعة بينما خلت من الأهل، وتزينت بلا أعياد، وتراكمت فيها المطارف التي لايجلس عليها إلا الغبار الذي نستأجر عاملات لإزالته.
من نحن أيتها الطيالس التي تزدحم بها خزائننا؟ هل نرتديكِ أم نتقمص ماعليك من النقوش، ليقرأ الناس مجدنا حين يرونا بداخلك؟ وليس لنكتسي أو لنتدفأ. 
من نحن يا عالم توشح بالجمال المادي حتى غدا تمثالًا  مذهبًا، فقد السمع والبصر والفؤاد.
الكارثة أسوأ مما نتخيل، فقد ضاع الجمال النابض الحقيقي في خضم الزيف الذي صنع جمالًا وهميًا ونسي أن يبث فيه الروح. 
وحتى الصداقة التي تعطي للحياة أبعادًا مشاعرية تبث السعادة الحقة بنا، تحولت إلى علاقة مصالح وأغراض وكساها البرود والسطحية، ولم  تعد تسعدنا. 
المحبة بين الأهل والأقارب التي كانت تجمعهم وتدفعهم للتحلق حول وجبة هانئة، أو إبريق شاي يتناولونه عبر الأحاديث البسيطة ويتبادلون النظرات بود ،حتى هذه المحبة تراكمت عليها الالتزامات الدنيوية التي رفعنا قدرها حتى علت على كل هذه المشاعر، ففقدنا السعادة التي كانت تشع من دواخلنا كلما التقينا. 
لهاث وكد  وانشغال، وحصل، وامتلكت بيتًا  جميلاً وعربة فارهة، وملابس فخمة، ثم ماذا؟ 
البحث عن السعادة طريق كلنا نريد أن نسلكه ، لكننا نضيع أحيانًا حين نشاهد الطريق ينحرف فنقف على المفترق ونتبع الأغلبية دون أن نرفع رؤوسنا قليلاً لنشاهد اللوحات الإرشادية.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق