صحيفة صدى الحجاز الالكترونية

يمر الإنتاج الفني في معظم بلادنا العربية بفترة خمول وكسل وربما نستطيع أن نقول أنه يمر أيضاً بانهزام وفشل  .. 
وفي رأيي أن السبب يعود لنظرة قاصرة لدى صنّاع الأعمال والمنتجين والمنفذين .. 
فهم يرون أن التقليد الأعمى للنماذج الناجحة حول العالم سيجلب لهم النجاح الساحق والتطور المبهر .. 
وإذا بهم يفاجؤون بفشل ذريع .. 
ومطالبة من الجمهور لأن يرجعو لأدائهم القديم !! 
ويظن بعض القائمين على الأعمال أننا كلمّا أضفنا للدارما أو السينما مشاهد ساخنة وملابس قصيرة وقصص جريئة تقفز على القيم والأخلاق وتضرب بالدين والمبادئ عرض الحائط وتشعل الغرائز فإننا سننجح ونربح .. 
والمفاجأة أن الإنتاج الفني العربي في هبوط مستمر !! 
ولو رجعنا لفترة نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة 
لرأينا أنها كانت فترة ذهبية للإنتاج الفني على صعيد الدراما والسينما 
وهي ذاتها الفترة التي 
برز فيها مصطلح "السينما النظيفة " 
التي استهجنها كل ناشري الرذيلة في ذاك الوقت ! 
وبالتالي نشاهد في هذا الوقت في " مصر " على سبيل المثال الكثير من الفنانين والمنتجين
من يريد أن يعود لإنتاج أجزاء ثانية من أفلام تلك الحقبة رغم مرور السنوات بحثاً عن نجاح مماثل لذاك النجاح القديم ! 

فليسأل صنّاع الأعمال الفنية أنفسهم سؤالاً الآن 
هل النجاح يعتمد على الرذيلة الفنية ؟ أم الإبداع الفني ؟ 
وهل الجمهور لا يبحث في الدراما إلا على القصير والضيّق ؟! أم أنه يريد فنّا يستمتع به ويرتقي بذائقته 
ولماذا نجحت معظم أفلام وأعمال حقبة " السينما النظيفة ؟! 
وأيهما أكثر تأثيراً ومتعة في أذهان وقلوب الجمهور  الرذيلة الفنية ؟! أم الإبداع الفني ؟! 

ونصيحتي لكل منتج وإعلامي وفنان كن مبدعاً متجدداً وحاول أن تقدّم ترفيهاً عالياً بقيمٍ عالية فهو ما سيكسبك نجاحاً باهرا في الحاضر وتحمدك عليهِ الأجيالُ القادمة ..