بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

السبت, 14 مارس 2020 05:52 مساءً 0 322 0
وقفة مع كورونا
وقفة مع كورونا

وقفة مع كورونا


‏أكبر مما يتصوره العقل،  أو يسرح إليه الخيال أن تجد حالة الرعب المتنامي من خطر كورونا  حول العالم وهو  أمر محق..  قديمًا كان يمكن ان تجده في مدينة معينة..  في دولة محددة .. أما على نطاق الكرة الأرضية فالمسألة  أشبه بفيلم رعب هوليودي .. لكنها  أمر واقع مسألة  فيها إعادة نظر بالكثير من المسلمات التي وطنّا أنفسنا عليها وأسترحنا إليها .
لعل ما يجري اليوم يقرع أجراس الإنذار في أكثر من  مستوى ، على المستوى الشخصي .. والعائلي.. والديني.. والصحي .. والروحي وعلى المستوى الحكومي والدولي 
بداية علينا ألا نسلم بالكثير من الأمور على أنها ثوابت لا يمكن لها ان تنقلب بين يوم وليلة . مما يستدعي منا التفكر في ملكوت الله ونعمه التي لا تحصى فنشكره عليها ، ونحافظ عليها بالالتزام بالشعائر  و الواجبات  والتقرب إليه ، ونذكره بالرخاء ليذكرنا بالشدة ، و الالتزام بالقيم والأخلاق في ميادين العمل فنخلص بأعمالنا و نتقنها ونؤيدها بحقها فلا نتأفف ولا نتهرب من مسؤلياتنا ، و على مستوى الصحة  فنحرص على الوقاية ونجنب أنفسنا  الأمراض ، و على مستوى العلاقات الإنسانية ، نوثقها ونعززها بمحبة واحترام ،  و من الناحية الشخصية نمنح أنفسنا مساحة مع ذاتنا نراجع بها أنفسنا  ونقوم بجردة حساب، ماذا فعلت وماذا كان يمكن لي أن أفعل من أمور سوف أساءل عنها وأحاسب عليها . و من الناحية العائلية لنمنح عائلتنا  الصغيرة مساحة  نعطيها الاهتمام الكافي و نغذي مشاعر  المحبة و نوجه ونؤسس لأجيال قادمة قوية متينة ذات خلق ودين .
و نمنح عائلتنا الكبيرة مساحة نتلاقى فيها ونتسامح و نوثق عرى الأخوة بعدما صرفتنا أعمالنا واهتماماتنا  عن السؤال عن أقرب الناس إلينا.
وكل هذا وذاك سيصب بمصلحة الأوطان وبناء الإنسان الفاعل النافع ليكون عماد هذا الوطن وعنوانه المشرق.
إنه لأمر صعب جدا أن تتوقف الكثير من أوجه الحياة في مختلف القطاعات و الخدمات  وتكاد تصاب بالشلل التام ،وتتعطل المصالح ،و تجد الناس لا تتمكن من ممارسة أبسط حقوقها .. عبادة في المساجد أو تعليمًا في المدارس والجامعات ،  أو مباشرة أعمالها ، أو سياحة  او ترويحا عن النفس ، وصولا إلى منع التجمعات في أكثر المناسبات الإنسانية  حظوة ومشاركة كالأفراح و مناسبات العزاء .
إنها دعوة للوقوف مع الذات ومراجعة النفس ،واتخاذ العبرة والعظة  ، والتقرب إلى المولى عز وجل كي يزيل هذه الغمة عن الأمة وعن سائر الأمم .
"والله خير حافظًا"


جمال بنت عبد الله السعدي - الرياض . 
١٤ مارس٢٠٢٠

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق