بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 06 ابرايل 2020 01:12 صباحًا 0 419 0
سلسلة مبادرة لا نهضة الا بالصناعة "مع كرونا الى اين "
سلسلة مبادرة لا نهضة الا بالصناعة

 سلسلة مبادرة لا نهضة الا بالصناعة 

       "مع كورنا الى اين "               الكاتب : بروفيسور / محمد احمد بصنوي

إن أزمة فيروس كورونا المستجد  "كوفيد -19" تعتبر الأخطر على الإطلاق  منذ الحرب العالمية الثانية، فهذا الفيروس يُهدد جميع سكان العالم الذي يبلغ تعداده نحو 8 مليارات نسمة بلا استثناء، ومن المضحكات المبكيات أن هذ الوباء يحقق مبدأ المساواة بين البشر، لا يفرق بين فقيرًا أو غنيًا، الجميع معرض للإصابة، وهذا الأمر ثبت فعليًا خلال الفترة الأخيرة من إصابة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، أو وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أو وقوع العديد من  الإصابات في الجيش الأمريكي أٌقوى جيوش في العالم.

إن هذا الفيروس يُنذر بتحقيق أزمة اقتصادية كبرى، أشد من الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008، وما يؤكد كلامي أن أحد تحليلات البنك الفيدرالي الأمريكي توقعت ارتفاع  نسبة البطالة إلى أكثر من 32 % خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع فقدان أكثر من 47 مليون أمريكي وظائفهم، ليس هذا فقط بل أصدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، دراسة تحليلية  تتحدث بأن كورونا قد يؤدي إلى عجز في دخل العالم بقيمة 2 ترليون دولار أي " 2000 مليار"، كما توقعت وكالةُ ستاندر آند بورز للتصنيف الائتماني، انخفاض نمو الاقتصاد العالمي لـ 0.7% ، وهناك صورة أكثر قتامة تحدث عنها مجلة "فورين بوليسي" تتحدث بأن العالم دخل بالفعل في أزمة اقتصادية، وأن الانكماش سيكون حادًا وسريعًا وسيستمر لعدة عقود.

"مصائب قوم عند قوم فوائد" هذه المقولة تعكس الوضع الآن بصورة كبيرة، فكما أن هذه الأزمة انعكست بشكل سلبي على الكثير من القطاعات وانهيار البورصات العالمية، إلا أن هناك قطاعات مستفيدة بشكل كبير من هذه الأزمة، ولعل أبرز هذه القطاعات المستفيدة من هذه الأزمة هو قطاع التكنولوجيا والإنترنت، فمع مكوث أكثر من مليار شخص  في منازلهم عبر العالم، يلجأ الجميع إلى الخدمات الإلكترونية، والأدوات الجديدة التي تسمح لهم بالتكيف مع الظروف الاستثنائية الراهنة، وسجلت مواقع التسوق الإلكتروني زيادة في الطلبات، في وقت انتقل المستهلكون في ظل الحجر الصحي إلى شراء المواد الضرورية عبر الإنترنت، وأعلنت شركة أمازون زيادة ملحوظة في المشتريات عبر الإنترنت، لذلك التوقعات تشير لتحقيق قطاع التجارة الإلكترونية  5.8 تريليون دولار مع قدوم عام 2024، أما عن أكبر القطاعات المتضررة من فيروس كورونا فهو القطاع السياحي، وقدرت وكالة الامم المتحدة المتخصصة للسياحة أن ينخفض عدد سياح العالم بنسبة 30% في 2020، وهو ما يحقق خسائر للقطاع بقيمة 450 مليار دولار أي ما يقرب من قلق عائد هذا القطاع على المستوى العالمي التي تبلغ 1.5 ترليون دولار في عام 2019.

 إن هذه أزمة كورونا كانت كاشفة للنظام الصحي العالمي، وأثبتت هشاشته ، فبرغم من التطور التكنولوجي  في كافة المجالات، ووصول الانسان إلى القمر، وحديث البعض عن الحياة خارج كوكب الأرض قريبًا، إلا أن العالم يتعامل مع  هذا الفيروس بشكل بدائي حتى الآن، ويتحدث على ضرورة العزل، وعدم الخروج من المنزل لعدم الإصابة، وكأننا في عالم بدائي، "نفس الإجراءات التي حدثت مع انتشار الطاعون منذ عدة قرون دون أي تغيير"، العالم وقف عاجزًا  أمام وقف انتشار هذا الفيروس، ولذلك أتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى تغيير الأوليات لدى الدول، وتغير نظام التوازن الدولي، فالعالم قبل كورونا، سيختلف بالتأكيد عن العالم ما بعد كورونا.


وأخيرًا وليس آخرًا،  فالتوقعات تشير إلى أن كورونا سيغير النظام العالمي والتوازنات الدولية، وبعض الأسس الاجتماعية الراسخة في بعض الدول، فكما أن الطاعون الذي  قضى على ثلث سكان أوروبا، أدى إلى تغيرات جذرية في المجتمعات الغربية منها: على سبيل المثال لا الحصر اعطاء دور أكبر للمرأة بسبب تراجع اليد العاملة المتوفرة، فمن المتوقع أن يؤدي كورونا إلى تغيرات سياسية واجتماعية منها: انحصار مفهوم العولمة، وانكفاء الدول على مشاكلها الداخلية.  


الكاتب : أ.د محمد احمد بصنوي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق