بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الاربعاء, 20 مايو 2020 10:28 مساءً 0 427 0
بأي حال يا عيد ...
بأي حال يا عيد ...

بأي حال يا عيد 

لطالما كنا نردد في كل عيد  أبيات المتنبي والتي  يقول  فيها :

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديد

أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُم

فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيد

بعد كل ما قد يمر بنا أو بأناس من ظروف تختلف شدتها    أو مشقتها
من بعد عن الأحبة .. فكل في بلد من بلاد الله الواسعة حيل بيننا و بينهم اللقاء  
أو ضيق ذات يد .. تورث ضيقا في صدر من لا يقدر على  توفير ما ينفقه على أسرته ، لإدخال البهجة على أنفسهم ، أو  معاناة عدوان عدو على أرض فيهجِّر أهلها .. و يجعل منهم نازحين أو لاجئين في الخيام  مابين صقيع شتاء يستجدون دفئا .. و لهيب صيف يتوقون  لطفا  ..  أو ينثرهم بديار الغربة والوحشة   .. أو يدعهم بالعراء على أنقاض بيوتهم يتحسرون على احلام هدمت وآمال تبددت .. أو نتيجة  عمل إرهابي يُنكِّل بالأبرياء ، ويُشرد العوائل ، و يُيتم الأطفال ، ويُثكِل  الأمهات ، ويُرمِّل الأزواج ، فلا شريك ولا أنيس ولا رفيق 
كل ذلك كان له أن يحدث في مكان محدد من العالم 
إلا أننا  اليوم  .. والعالم كله في حجر منزلي .. ومنع للتجول والتنقل  والسفر ..  وقد أغلقت المساجد  وعطلت المرافق والخدمات  فلا عمل ولا دراسة  ولا سياحة 
يمكننا القول حقا  "عيد بأي حال عدت ياعيد"
لا دار  تجمعنا بأحبتنا  ونحن بذات المدينة 
ولا ملابس عيد يبتهج لها الصغار .. يتباهون بزينتها زهوا 
و لا حلويات و أطباق فاخرة تزين موائدنا ..تتهافت الأيدي عليها تتخاطفها .
ولا عيديات  تمتلىء بها جيوب الصغار قبل الكبار 
ولا زيارات و لا سهرات ولا لقاءات في بيت كبير العائلة 
 و لا دعوات  أفراح كانت تزدحم لياليها العامرة بعد العيد مباشرة تحيي لياليها أنسا وبهجة وسرورا 
و لا تجمعات  بالملاهي والمطاعم تتعالى فيها قفزات الأطفال وتعلو الضحكات البريئة حبورا 
ومع هذا وذاك...
لا نزال نقول بملىء الفيه
الحمد لله .. 
نحن بخير يا عيد 
سنجتمع عن بعد ياعيد 
وسنزين مموائدنا بما لذ وطاب ، ونتناول حلويات العيد 
وسنرتدي زينتنا ..ونبهج أنفسا عن بعد ..بمن يسر ناظرينا رؤيتهم كل السرور 
وسنشعل بخور الصباح ..نعطر جنبات بيتنا مع تكبيرات العيد نستقبل شروقه بحبور 
لا تأس يا عيد 
سنجتمع عن بعد  و سنحتفل بمقدمك الميمون 
داعين بالرحمة لمن لم يعد عليه عيدنا ..  مبتهجين بما عندنا  .. راجين الفوز العظيم  بهذا اليوم الفضيل .. 
فهو من هدية رب العالمين
فكل عام وأنتم بخير 
في وطن الخير 
آمنين 

الكاتبة / جمال بنت عبد الله السعدي

المدينة المنورة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق