بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

السبت, 30 مايو 2020 11:22 مساءً 3 669 1
هل أنت : ( مسؤول ) ؟
هل أنت : ( مسؤول ) ؟

هل أنت : ( مسؤول ) ؟

 

الكثير منا يعتقد عند سماع هذا السؤال أن المسؤولية مرتبة عالية، أو منصب حكومي مرموق، أو صفة اعتبارية تدعو للفخر والتباهي.
بينما الاستفهام هنا عن مدى إحساسك بالمسؤولية الإجتماعية ذات الأبعاد الأخلاقية، وعن قدرتك على الإلتزام بالعمل لمصلحة المجتمع لتحقيق التوازن بين التنمية الإقتصادية وحماية النظم البيئية.
بمعنى أدق هل أنت مؤهل لتحمل نتيجة أفعالك وقراراتك؟ لن أخوض في مفهوم المسؤولية بشكل شامل وأنواعها الأخلاقية والتعليمية والمهنية، لكني سأختصر الحديث عما نحن فيه الآن وأعيد صياغة السؤال : هل أنت على أتم الجاهزية لحماية أسرتك ومجتمعك ووطنك من هذه الجائحة؟ 
لقد بذلت الدولة - أيّدها الله - جهودها ووضعت كافة إمكانياتها ورصدت من ميزانيتها لمكافحة هذا الخطر الجسيم والوباء الذي اجتاح العالم، وذلك لأن ( صحة المواطن ) والمقيم وحتى المخالف لأنظمة الإقامة هي الهدف الأساسي والبُعد الإنساني العميق الذي أدركته جميع دول العالم، ومؤسسات حقوق الإنسان لاحقاً.
الدور المهم الآن عليك أنت، نعم أنت أيها ( المسؤول ) لتجسيد حقيقة المواطَنة، والتصدي للمسؤولية بكل شجاعة لمواجهة العقبات والمشاكل حتى نتمكن من تجاوز الأزمة.
غاندي لم يستخدم الأسلحة لإنقاذ الشعب الهندي، بل غرس فيه مفاهيم المسؤولية وبات يردد ( كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في الآخرين ) حتى تطورت العقول ونهضت الأمة. 
الشعب الألماني هو الآخر شعر بالمسؤولية وأحس بالكارثة التي وقع فيها بعد الحرب العالمية، مما دفعه للوقوف مع حكومته لإعادة إعمار البلاد، فكان المواطن يعمل بدون ( أجر ) حتى أصبحت ألمانيا من أعظم دول العالم. وكذلك الشعب الياباني والجزائري والأمثلة في هذا المجال كثيرة من الشعوب التي قدمت التضحيات من واقع الإحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعاتها وأوطانها.
أتمني أن نعي وندرك هذا الشعور العظيم، وأن نتحرر من العيش في جلباب الحكومة وما تقدمه - أيدها الله - من خدمات وتسهيلات، أذكر أنني كنتُ في حديث مع صديق مُقرّب عندما صدر قرار تقييد عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأتفاجأ بقوله ( كيف أذهب الآن إلى المسجد ) ..
سبحان الله، هل ما زلنا نحتاج إلى شخص يدفعنا للمسجد دفعاً من أجل الصلاة دون وازع ديني نابع من القلب والذات ؟ هل ما زلنا ندخل البنوك وكأننا ندخل إلى دولة أوروبية لا نفهم أي شئ أمامنا ونحتاج إلى من يوجهنا لطريق شبابيك الصرف وتعبئة النماذج بدلاً عنا ؟
هل ما زلنا بحاجة لموظف حكومي مهمته استقبالنا في الدوائر الحكومية والتنقل بنا بين الأقسام وإنجاز معاملاتنا ؟ 
وللأسف فإن البعض منا اليوم ما زال يمارس حياته بلا وعي ولا ثقافة أو بالأحرى بلا أدنى ( مسؤولية ) فقد اتضح لي مؤخراً أننا كنا نخاف من الغرامات وليس من المرض !! ولا نعود للمنزل حتى يلاحقنا رجل الأمن، ولا نخضع للفحوصات والالتزام المستمر بالقرارات الإحترازية إلا إذا أجبرنا على ذلك.
أمنيتي تحسين الصورة الذهنية وإدراك الركائز الأساسية التي تقوم عليها المسؤولية من حقوق وواجبات لتحقيق الهدف، والمبادرة عبر ثقافة واحدة تساهم في ربط أفراد المجتمع وتوحيد مقاصدهم في بناء اجتماعي تكاملي.

* همسة أخيرة 

قال تعالى : ( وَقِفُوهم إنّهم مسؤولُون ) 

 

الكاتب / ياسر الثقفي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق