بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 02 يوليو 2020 04:59 صباحًا 1 643 0
الحب المبتذل ..
الحب المبتذل ..

الحب المبتذل ..

 

سنون خداعات قل ماء عيني واضمحلت بصيلات الشعر من فروة رأسي،والسبب ما رأيته في أروقة الحياة من لجج كالحة مستوحلة.

أعظم حق بعد حق الله والمنهج الديني هو حق الوالدين فالرحم والأسرة،وهنا انطلقت شرارة الفكرة وتخضب بنان الحرف ورسخت الكلمة تلو الكلمة لتسطر هذه المقالة.

وصف الله عز وجل في عظيم كتابه علاقة الزوجين بالمودة والسكن وكلاهما من لذيذ معاني الحب.

تبوأ أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام مرتبة الخُلة وهي أعظم منازل الحب.

أصحاب الأخدود وسحرة موسى وآل ياسر جميعهم رضي بالموت والعذاب وكان يستلذ إيمانا وحبًا.

في مكتبتي الصغيرة الحجم الوفيرة الحب لقلبي رأيت كتب السيرة النبوية والطبقات والترجمات مهما تقادم بها العهد تظل متماسكة الأوراق قريبة الوفاق والسبب معاني الحب بين الصحابة والتابعين وأسلافنا والتي بدؤوا قصص الحب فيها ولمست تلك الوريقات عبير تلك القصص فتماسكت حباً واستدامة عرفانا ووفاء.

كلنا يؤمن بجمال الحب ونشوة الشعور ولطف الحرف وزلزلة الكلمة وسعادة إلتقاء الأرواح وتمازج الأنفس وتعانق الأشواق،ولكن السؤال الأهم والفصل الأعم،من يستحق الحب؟!

رجل غريب وربما كاتب أديب،فتاة عذراء ذات جمال ووفاء،جمعتهما منصة إعلامية أو عمل مجتمعي تطوعي أو ربما مجموعة واتساب،هل يحق لهما الحب وكيف نشأ دونما ترقب للمشاعر أو تعمق في الفكر والنتائج ؟!

أمرأة دهماء في الجلباب كيف أصبحت شعاع في السناب؟!

لعلي هنا أتحدث عن ألم يعتصر قلبي ويجبرني أن أتفوه به كوني رأيت -كما أسلفت-ما أضمر بصري وجرد هامتي ولوح بشيبتي.

الحب شعور وليس قرار والحب سهم نافذ قلما يخطئ،ولكن هل نسلم به ونتعايش؟!

أين غض البصر وأين تضييق التعامل في أقل من الحاجة وتعظيم الخصوصيات والبعد عن كثرة التواصل وعدمة إن لم تكن هنالك حاجة ملحة ملزمة؟!

تمييع التعاملات وكثرة المجاملات وتعدد الإختلاط في كثير من المجالات ؛أوصلتنا للحب المبتذل وقد تزني العين واليدين والفرج مصدق لهم أو مكذب.

أصح كتب الحديث ما جمعه البخاري وفيه حديث زنا العين واليدين وغيرهم من الجوارح.


روى البخاري (6243) ، ومسلم (2657) عن أَبي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ) .
حديث مخيف يوقظ القلب الغافل اللاهي وتكرر عند الشيخين العارفين بالحديث.

قد يربأ المرء بنفسه عمن يبادله مشاعر الحب من أول لقاء أو حتى من بدايات التعامل والتحادث لأن النفس في الغالب تمج هذا النوع من الحب وتمقته.

والداهية العظمى هو الحب الذي يتكدس في القلب ويعظم مع الزمن ولا يبوح به أي من الطرفين فالنفس تؤججه والشيطان يحرسه ويمجده حتى إذا نضج وتمكن من القلب واستفحل بين الأجنبيان عن بعضهما تولى إبليس كِبره وقدح شرارة البوح وهمسة الإخاء واعجاب العمل ونضج التعامل ومن ثم الولوج للوصف بالمعاني والقول بالتفاني وتمجيد الأماني وثبات الحب في القلب والعين بحروف البنان وهمسات الشفاة للآذاني.

آية واحدة وحديث شريف كافيان في حل تلك المشكلة والتخلص من هذه المعضله، ولا كلام أو بيان بعد الدليلان العظيمان لذلك هما خير ما أختم به.


۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)


وقوله ﷺ: لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، خرجه الإمام أحمد.

 

الكاتب والمدرب ورئيس تحرير صحيفة صدى الحجاز  / تركي عطيه الثبيتي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق