بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الثلاثاء, 14 يوليو 2020 10:47 مساءً 0 499 0
حسد أعداء النجاح ...
حسد أعداء النجاح ...

حسد أعداء النجاح ..


الكاتب / فيصل مفرح  الغزواني 

 

إن الحياة مفهوم متسع وكبير لا يمكن أبدآ أن نختصره  في تجربة واحدة أو فكرة  قصيرة لكن  في نهايه الأمر في كل فترة من فترات حياتنا نكون أشبه بشخص سار طريقآ طويلآ  أكتشف فيه أشياء مختلفة وتعلم أشياء كبيرة وفي منتصف الطريق قرر أن يجلس ليكتب ماخطر له تعليقا عن رحلته وما تعلمه من خلالها. ؟!! في البدء أقول: 
ما إن تظهر مواهب وضعها الله لدى إنسان حتى يتطاول في البنيان دون وجه حق من يريدون علوّاً في الأرض وفساداً كبيراً فيتمنون زوال النعمة عن الآخرين إذ لا تكف محاولات أولئك في التعرّض لنجاح الآخرين والتشكيك به وزرع الشبهات حوله هم في كل واد يتيهون وينفثون في مسارات الناجحين كثيرا من السّموم وقد يظهرون لك على هيئة أصدقاء ولكن ليس ظاهرهم كباطنهم هم العدو فاحذرهم. ومادام الإنسان يسطع ويلمع ويعطي ويبني فهو بلا شك سيتعرض لحرب ضروس من التحطيم المعنوي لا هوادة فيها فالناس لا ترمي إلا الشجر المثمر والجالس على الأرض لا يسقط والقافلة تسير والكلاب لا تكفّ تنبح ولولا أنك ناجح ومؤثر وإلا لم تجد كل هذه الحرب، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
 لا يعبأ الإنسان الناجح بمن ينسج الكثير من خيوط العنكبوت والقصص الزائفة عنه ولكنه يرد بعطاء أكبر وثمار أنضج، فتزول آثارهم مع انبلاج الصبح وسطوع شمس يوم جديد وإن غداً لناظره قريب.
 فالحياة رحلة والطريق ممتدة ولا أماني تتحقق دون جهد ودون أخطاء وأحزان وخسران. فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم. وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا. وهنا أتساءل: هل على الناجحين أن يدفعوا ضريبة نجاحهم وهل النجاح عدو للبعض لماذا نخسر أناساً نحبهم عندما نصبح أشخاصاً ناجحين؟ أحياناً يتسبب نجاحك في الحياة بمصاعب تواجهك أو مضايقات تصاحبك أو بفقدك لأشخاص تحبهم لأن نجاحك يثير غيرتهم وحسدهم! نعم كلما ارتفع الانسان تكاثرت حوله الغيوم والمحن. إنه فضل الله يؤتيه من يشاء قال تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا.
 هؤلاء الأشخاص لا تملك أن ترضيهم إلا بأن تتخلى عن نجاحك وإبداعك وتذل نفسك لهم فذلك يرضي غرورهم ويريحهم ويعيد المياه إلى مجاريها بينك وبينهم لأن الحسد ملأ قلوبهم نسأل الله العفو والعافية.
إن الأعمال الجميلة والمميزة تغيظ هذه النوعية من الناس. والأدهى والأمر إذا كان مديرك أو مرجعك في عملك يعاملك بمثل هذا التعامل في الوقت الذي تنتظر منه الوقفة الصادقة التي ائتمنه عليها ولاة أمرنا حفظهم الله.
 في اعتقادي أن شريحة كبيرة من الناس تمر بمثل هذه المواقف الصعبة وأقول لهم: هذه ضريبة النجاح والتميز إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ. ما أعجب الإنسان.!! الذي قد يُخفي عنك بعض الحقائق حتى لا تتفوق عليه بدافع الحسد فينكر أن ما فعلته كان جيداً أو أنك أحسنت به بل يبدأ بذمك والانتقاص من قدرك وعملك حتى يردك عن فعل الأعمال الرائعة التي تزعجه كثيراً مع أنك تحترمه وتعتقد أنه يعزك ويقدرك.
 حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم  كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لدميم' إنك عندما تنجح تتوقع ممن حولك أن يشاركوك لا أن يفارقوك أن يهنئوك لا أن يهينوك بالبخل بابتسامة الرضا والفرح. 
ما أعجب الإنسان.!! مخلوق صعب لا يعلمه إلا خالقه وصدق القائل: عظمة عقلك تخلق لك الحساد. والحاسد له تصرفات غريبة.. فكلما سنحت له الفرصة انتقص من شخصك أو عملك مسكين لا يدري ماذا يفعل؟! ولو أنه شجع وأثنى لما نقص من قدره شيء، بل سوف يرتاح قلبه وتسكن نفسه من هذه المعاناة البغيضة.
كما أنه لا يحادثك ولا يرغب في الحوار معك عندما تحاول التودد إليه فهو يتجاهل وجودك. وهل وجود الأزهار في الحديقة يؤذي؟!! ومن يبغض الزهرة لأن رائحتها زكية؟!! إلا إذا كان في أنفه عطب أو في نفسه خلل يدفعه إلى قطف الأزهار وسحقها بقدميه ليتلذذ وترتاح نفسه. وهذا مع الأسف الشديد واقع مشاهد. 
هذه هي الحياة إذآ، رحلة ممتلئة بالدروس وأحيانآ تكون هذه الدروس القاسية الى الحد الذي يجعلنا غير قادرين على فهمها في بعض اﻻوقات
لذا : أظن أن الإدراك وتفهم الحياة على علتها هو اﻻنتصار الأكبر الذي يجب أن نحققه في الحياة.!!!

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق