بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأحد, 09 أغسطس 2020 01:36 صباحًا 2 593 0
بحر من سراب .
بحر من سراب .

بحر من سراب . 

 


يحكى أن هنالك ابن لتاجر وقد ورث منه مالا كثيرا ومتاجر عدة تكفيه من الفقر ماشاء الله أن يكون.

كثرة المال زاحمت القيم وغيبت الفكر فأصبح المال مطغياً للوارث حتى أصابه الغرور والتمرد والعجب.

كعادة الدنيا ذهب المال و إنجلى الفقر ولبث إبن التاجر في عراء من قيم وشُح من المال.

هكذا هم بعض البشر!!!!!!

فكل ثراء سيزول إما بنقص أو حصص للتركة فيما بين الوارثين.

وكل فقر مدقع سينجلي أليس بعد العسر يسراً؟!

ألا ليت شعري هل يعلم المغرور أنه قد أفسد قيمه كما فعل ابن التاجر!!

وهل يتساءل بائع الوطنية والمتستر على مخالفي الانظمة عن ماذا بقي له من رفات القيم والمبادئ ؟؟

هل حان موعد استيقاظ تجار الأزمات أم سيوقظهم ما يؤولون إليه من ذات المصير لإبن التاجر؟!


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
  فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
‏و إذا أصيب القوم في أخلاقهم 
 فأقم عليهم مأتما و عويلا 
‏صلاح أمرك للأخلاق مرجعه 
 فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

في هذه الأبيات ما جعلني أُفكر ملياً وأتساءل كثيرًا وأحزن لفاقد القيم (من كان شقيا).

تواضع تكن كالنجم لاح لناظـر 
 على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخـــــان يعلو بنفسه 
 إلى طبقات الجو وهو وضيع
 
الحسد والكِبر يساويان الكذب والخيانة في ميزان القيم ومصير الأفراد والجماعات وإليك بعض الشواهد:

قاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله!
 (الحسد أهلك صاحبه).

إنهارت الدولة العباسية بخيانة ابن العلقمي طمعاً في الرئاسة فقتله هولاكو!
(الخيانة أهلكت صاحبها)

تجاسر فرعون على خالقه وأثمله الغرور فكان الغرق في اليم نهايته!
(الكِبر أهلك صاحبه).

ولا كاذبا أشهر من مسيلمة والذي تقادم عهده وعظم جرمه!
(الكذب أهلك صاحبه).

ختاما يبقى المرء مترقيا في سلالم النجاح مادامت القيم تحفه ويهوي في حفائر النتن ما ركن إلى منصبه وماله وجاهه وغروره.


الكاتب / تركي الثبيتي
رئيس تحرير صحيفة صدى الحجاز

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق