بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

السبت, 03 أكتوبر 2020 07:36 مساءً 0 314 0
{ماهي ...القناعة }
{ماهي ...القناعة }

{ ماهي... القناعة } 

الكاتب والمحرر /عيد بن مبروك الثبيتي. 

القناعة هي الرضا بما قسم الله ولو كان قليلاً، وعدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، وهي صفة كريمة تعرب عن عزة النفس وشرف الوجدان، وكرم الأخلاق، ولو قنع الناس جميعاً لما بقي بينهم فقير ولا محروم، ولو رضي العبد بما قسم له لاستغنى عن الناس وكف عن ملاحقتهم وسؤالهم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم متصفا بالقناعة في حياته، يرضى بما عنده، ولا يسأل أحداً شيئاً، ولا يتطلع إلى ما عند غيره، ووجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التحلي بهذه الخصلة الحميدة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ (الترمذي)، فمن قنع بما رزقه الله، فهو من أغنى الأغنياء، وإنما صار القانع الناس لأن حقيقة الغنى هي عدم الحاجة إلى الناس، والقانع راض ومكتف بما رزقه الله، لا يحتاج ولا يسأل سوى الله تعالى، وصدق رسول الله حين قال: لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ (البخاري). والمشكلة الرئيسية هي أن كثرة الحرص يجعل الإنسان يرى دائماً أن ما ليس في يديه هو أفضل مما في يديه، فإذا أراد الزوجان أن يعيشا سعيدين فليقنع كل بزوجه، فعلى الرجل أن يقنع بزوجته كما هي بسلبياتها وإيجابياتها، فليس هناك امرأة كاملة. فإن كان حصل على ذات جمال فهناك من هي أجمل منها، وإن كان حصل على ذات خلق فهناك من هي أحسن منها أخلاقاً، وعلى المرأة كذلك أن تقنع بزوجها، فليس هناك امرأة كاملة وليس هناك رجل كامل. وقد ورد في التاريخ أن امرأة عمران بن حطان نظرت يوماً في المرآة، وكانت من أجمل النساء، فأعجبها حسنها. ثم نظرت إلى زوجها عمران وكان قبيحاً، فقالت: أبا شهاب، هلم فأنظر في المرآة، فجاء فنظر إلى نفسه وهو إلى جانبها كأنه قنفذ، ورأى وجهه قبيحاً، فقال: هذا أردت؟ فقالت: إني والله لأرجو أن أدخل الجنة أنا وأنت. فقال: بم؟ قالت: لأنك رزقت مثلي فشكرت، ورزقت مثلك فقنعت وصبرت، والشاكر والقنوع والصابر في الجنة. والقناعة لا تتناقض مع التوكل والأخذ بالأسباب والرغبة في الاستزادة من الخير وفق شرع الله وآدابه وأحكامه، ومن الخطأ أن تفسر القناعة بالركون إلى التقاعس عن العمل وترك الأخذ بالأسباب والتمني على الله الأماني، فالقناعة أخذ بالأسباب والحزم في العمل والتعلق بالله طلبا للعون والتوفيق. والمسلم يقنع بما قسم الله له فيما يتعلق بالدنيا، أما في عمل الخير والأعمال الصالحة فإنه يحرص دائما على المزيد من الخيرات مصداقاً لقوله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) “البقرة، 197)

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق