الأبناء بين نعمة و نقمة
قال تعالى : ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ الكهف (46).
وقد جاء في تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ ﴾ التي يفتخر بها عتبة وأصحابه الأغنياء ﴿ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ ليست من زاد الآخرة؛ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: المال والبنون حَرْث الدنيا، والأعمال الصالحة حَرْث الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوام ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ﴾ اختلفوا فيها؛ فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد: هي قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،
ولطالما سعى الناس للتكاثر بالمال والبنين و انشغلوا عن الباقيات الصالحات بالدنيا و زخرفها وزينتها ، والتفاخر فيما بينهم بما حصدت أيديهم، ظنا منهم أنها حق يستحق دون أن يكون له واجب مستحق .
فإن أحسنا تربية أبنائنا تحققت لنا زينة الدنيا والآخرة ،
و خاسر من أعتقد أنه بمجرد انجابه للبنين والبنات قد اكتملت بهجة الحياة وضمن الآخرة
ولكن هلا تأملنا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)}[التغابن]
أبناؤنا بقدر ما هم نعمة من الله أهديت لنا، قد يكونوا عدو لنا ونقمة علينا .
ما لم نؤد واجب الأبوة والأمومة الحقة ، وأداء حقهم علينا .. تربية وتعليما وتثقيفا وتهذيبا وتأهيلًا لحمل الأمانة، مع إغداق المحبة لهم والعطف عليهم ، وتأليف قلوبهم ، و مساعدتهم على بناء شخصيتهم المستقلة، مع الحفاظ على روابط الأخوة وقيم العائلة و أخلاقيات المجتمع، و كل ذلك مع تعزيز المحبة لله ولرسوله من قبل ومن بعد .
فكم شقي آباء وأمهات بسلوكيات أبنائهم حتى شعروا أنهم باتوا صفر اليدين في آخر أيامهم.
وكم اجتمع أخوة حول قبر أب أو أم يتباكون او يبكون لا فرق ، وبمجرد الانتهاء من مراسم العزاء تجد القطيعة والجفاء .
اللهم ارزقنا بر أبنائنا ، واجعلهم قرة عين لنا ، وحجة لنا لا علينا .
الكاتبة / جمال بنت عبد الله
السعدي- المدينة المنورة