بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 28 يناير 2021 08:45 مساءً 1 480 0
صراع من أجل البقاء ...
صراع من أجل البقاء ...

صراع من أجل البقاء ..


سنو بيرسر  واحد من المسلسلات القليلة التي شدتني  على النتفلكس في الفترة الاخيرة .
مخيف هذا الخيال الذي أبدع هذا المسلسل،  و حجم  الامكانيات التي سخرت له ، مفسرا  دواعي الكثير من سلوكيات البشر المثمرة والمدمرة على حد سواء 
ففيه خلاصة  الصراع من أجل البقاء؛ و مهارات الفكر الإنساني، والتقنيات التي قد تكون مدمرة  للحياة؛ او منقذة  للأرواح ، و بيان لمقدار عبث الإنسان بالطبيعة و إضراره بها ، وإفساده لها ، ومحاولاته للتغلب على ما يستجد من أحداث ، ومواجهة الصعوبات والتحديات ، و استغلال العبقرية الانسانية وتوظيفها للخير  .. تماما كما يمكن تسخيرها للشر  ؛ و السعي لاستقطاب ذوي الفكر النير والتخصص النادر  ؛ فالاحتياج لكل الطاقات مهما صغرت قد يكون منجاة للفقراء الذين فرضوا انفسهم فرضا على هذا القطار  هربا من موت محتم  هذا القطار الذي يمتد لألف و واحد عربة بات شريان نابض بالحياة في ارض يغطيها الصقيع وماتت عليها امكانية الحياة. فلا يتمتع سكان هذا القطار بشروق شمس  ، ولا بمتعة مراقبة لحظات الغروب على شاطىء البحر  و مغازلة الموج للمراكب ؛ ولا نسيم ليل ولا تدفق  أنهار .. ولا انهمار الأمطار ..
فيها ظهور فاضح والبون الشاسع بين  الطبقات المجتمعية -الفوقية والدونية- والتمييز بين الغني الذي استطاع بماله النجاة بنفسه والتمتع برفاهية النجاة ؛والفقير الذي فرض نفسه للإبقاء على حياته في أسوأ الأوضاع ولم ينجُ من تسلط الأغنياء و استغلال ذوي السلطة  لمقدراته ؛ وبالتالي نمو الإحساس بالظلم والمطالبة  بالعدالة و بالحقوق الإنسانية و حسن المعاملة ، 
و لا يخلو الأمر من  الصراع بين ذوي النفوذ على السلطة 
والاستئثار بمزاياها.
ويتضح أيضا بجلاء  ضرورة التسلح بالعلم لإيجاد الحلول للمستجدات الطارئة .
مع  الحاجة للأساليب الدبلوماسية حينا، وفن المفاوضات  و فرض الديكتاتورية حينا ،  و التراجع عن الديمقراطية وقت اللزوم   ؛  و التضحية بالنفس أو  بالكثير مما تعتقد لأجل الهدف الأسمى... هو   البقاء  ولكن إلى متى ؟!
قد تكون النهاية محتومة ولكن الأمل دوما يبقى ذاك الشعاع الذي ينير الدرب ، ويلهم الفكر و ينهض بالعزيمة ،يمنح الدفء رغم الجليد الذي غطى الكوكب الذي انعدمت عليه امكانية الحياة، ويمنح النور رغم  قتامة صورة المستقبل .حتى بات هذا القطار بعرباته الالف واحد عربة كوكبا متفردا او فلكا سابحا في محيط من الجليد .
سنو بيرسر خلاصة الصراع  بين الخير والشر و صراع من أجل البقاء . 


 الكاتبة / جمال بنت عبد الله السعدي
المدينة المنورة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق