النرجسية تحت المجهر
للكاتب الأستاذ/أنس محمد الجعوان*
شخصية من الشخصيات التي بدأت تتزايد في الفترة الأخيرة لديها شعور أناني مبالغ فيه بأهمية الذات ولكن بطريقة غير سوية فعندما يزيد الموضوع عن حده يصل لمرحلة مرضية ،ومع الأسف أن هذا الشعور ينمو ويترعرع بفعل تأثير بعض وسائل التواصل الاجتماعي ممثلاً في بعض من ليس لديهم معرفة في الإستحقاق الذاتي أو يفهمونه بطريقة خاطئة وينشرون أفكارهم للآخرين بطرق مختلفة منها الممارسة الفعلية المصورة، وتأكيد ذلك بالتعليق والتعزيز مما ساعد على إنتشار هذه الشخصية بطرق مختلفة وليست بالضرورة الشخصية النرجسية بشكل كامل، فالتقليد والمحاكات بفعل الإعجاب قد يكون تقليداً جزئياً لبعض صفات هذه الشخصية وليست شخصية متكاملة.
ومن المؤسف أن يتكلم البعض عن نفسه وخصوصاً بين طبقة الفتيات بقول: أنا نرجسية وهم لايعلمون معنى النرجسية فمحبة الذات شيء رائع ومميز ولكن عندما تصل لمرحلة الأنانية تصبح صفة سيئة منبوذة في شخصية الإنسان مما يجعله مكروهاً فاقداً لعلاقاته.
ومن صفات هذه الشخصية: الشعور المبالغ فيه بأهمية الذات وأحقيته بالتميز ومحط الإعجاب ويتوقع الاعتراف بتفوقه دون تحقيق إنجازات تستحق والمبالغة باستعراض إنجازاته واحتكار الحديث والتقليل من شأن الأشخاص الذين ينظرون إليه كأقل شأنًا ويتوقع أن له الأفضلية ويحسد الآخرين، ويعتقد أنهم يحسدونه
وهذه الحالة ليست عادية بس وصلت بفعل إحتوائها وتنميتها حتى وصلت لحالة مرضية تحتاج للعلاج وقديكون الأهل هم من ساعد على نمو هذا المرض بدافع الحب أو من خلال القدوة فقد يكون أحد الوالدين يملك هذه الصفة المقيته وقد يكون مراعاة الإبن او الإبنة بطريقة خاطئة يجعل بعض الصفات تستمر حتى تصل إلى مرحلة صعبة والمشكلة هنا ليست فقط في خطأ التربية ولكن ماجنت هذه التربية على الإبن أو الإبنة حتى يواجه المجتمع وهو مريض مرضاً نفسياً وهو لا يعلم، ويجد من يتبنى أفكاره ويوافقه عليها من صداقات أو الإعلام السلبي ، فمثل هؤلاء يبحثون عن من يؤيدهم ويهربون عن من ينتقدهم أو يسدي لهم النصح.
وقد يستغرب البعض عندما أقول ويقول بعض أطباء النفس أن أصحاب هذه الشخصية النرجسية من الشخصيات الصعبة فهم يمثلون الحب والرحمة وأذكياء في التصنع والايذاء وحياتهم مليئه بالمشاكل والتناقضات والعقد النفسية منذ الطفولة ولا يثقون في أي أحد.
وأفضل طريقة للتعامل معهم هو بوضع حد لهم سواءاً في العمل أو العلاقات أو حتى بإخبارهم بأي أمر يحتمل سريته أو أمر شخصي ونصيحتي لكل من يقول عن نفسه أنه نرجسي أو نرجسية يراجع نفسه ويتعرف أكثر على هذه الشخصية قبل ان يظلم نفسه ويظلم الآخرين ومن يجد أنه يعاني من هذه الأعراض لا يبخل على نفسه بمراجعة مختص في الطب النفسي والعلاج كي تكون حياته سوية ومريحة فظلم النفس أشد من نظلم أنفسنا، قال تعالى: .
{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُمْ }
*مستشار تدريبي