طاهر السيالي _ الطائف
الجزء الرابع
من يتتبع الأهازيج الشعبية في الجزيرة العربية يتضح له أن رقصة "الدحّة" الشعبية مرتبطة بقبائل الشمال
فالدحة أحد الألوان الفلكلورية الشماليةوهي من ألوان التراث الذي تزخر به مناطق شمال المملكه اما اسم الدحه فهو مأخوذ من (الدَّح) وهو الضرب بقوة أو الصفق بالكفين بعضهما ببعض مع التغني بأبيات الشعر ذات الإيقاع القصير تبعاً للبحر الذي تُبنى عليه الدحة وهو أشبه ببحر الرجز في بحور الشعر العربي.وتشتمل الدحة على فن اللعب بالسيف أو بالعصا والإمساك به من الطرفين ورفعه فوق الرأس ثم النزول به بعد أن يتحرك الراقص في حركات تموجية مبهرة. ولعل ما يلفت الانتباه هو قيام اللاعب بحركات فريدة عن طريق تحريك البشت الذي يرتديه والتلويح به أثناء الحركة السريعة المباغتة وكأنه منحدر من مكان مرتفع كالصقر. والحقيقة أن طيّ البشت وإطلاقه ليس عشوائيًا بقدر ما نراه منسجمًا مع حركة الذهاب والإياب ومتماشيًا مع الأصوات المصاحبة لتلك الحركات.تغنى الدحه عن طريق أهازيج وأصوات تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال ويجتمع في رقصة «الدحة» رجال القبيلة في صف واحد، أو صفين ويصفقون، ويرقص أمامهم رجل بالسيف ويسمى بـ «الحاشي»، ويغني الشاعر المتواجد في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة والتي تشبه الهجيني ويردد الصفين بالتناوب «الرداده» البيت المتفق عليه سلفاً بالتدرج بين كل بيت شعر يلقيه الشاعر، وغالباً ما يكون هو البيت التالي «هلا هلا به يا هلا... لا ياحليفي يا ولد». ما يميز لعبة "الدحة" هو إقبال فئة الشباب عليها؛ حيث تجدهم في كل مناسبة فرح يصطفون من أجل المشاركة في اللعب.