بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الاربعاء, 24 فبراير 2021 00:46 مساءً 0 358 0
(نفح الإفهام لجلاء الأوهام)
(نفح الإفهام لجلاء الأوهام)

(نفح الإفهام لجلاء الأوهام) 


الكاتب / أمين محمد عبدالرحمن 


كل مولود يولد على الفطرة؛ فتشكله الحياة حسب مقادير بيئته وخواصه الجينية، وخلال عملية تشكيلنا تلتصق بنا عوالق المواقف ومخلفات التجارب، فنقيس الحاضر بالماضي والأمس باليوم؛ رغم أن المعطيات تغيرت، والظروف تحولت وتبدلت، يُحكي أن مدرب سرك اعتاد على ربط فيل صغير بسلسة حتى لا يتعدى نطاق دائرة محددة، هذه السلسلة لم يكن باستطاعة الفيل الصغير كسرها، لكن حين كبر كان بإمكانه ذلك بكل سهولة، إلا أنه لم يحاول؛ لأنه يعيش بمعطيات الماضي ولا يدرك حجمه الحقيقي الحاضر؛ فجنى عليه وهْمُه، وفساد تقديره. 
يقول الشاعر والفيلسوف الإنجليزي جيفري تشوسر: "يا لقوة الوهم! الناس سريعو التأثر لدرجة أنهم قد يلقون حتفهم من مجرد الخيال". 
نحن اليوم لسنا كما بالأمس، قد نكون أكثر قوة أو أشد ضعف، نحن بحاجة لإعادة تقييم مستمر لطاقاتنا وإمكانياتنا وإعادة الثقة لأنفسنا وتنقية أفكارنا من شوائب الوهم، والتخلص من عثرات الماضي وهواجس المستقبل. 
وكما يقال" الوهم نصف الداء" فكذلك التخلص منه نصف الدواء، والنصف الآخر ثقة واجتهاد، فلنتخلص من أوهامنا ونفتش عنها، فقد نعيش عمرا نرزح تحت مسلَّمات هي في الحقيقة وهم تبعناه وتركناه دون فحص وانتباه.
يقول الشاعر محمد أحمد إسماعيل: 
قصور الوهم تعلو ثم تعلو
وترمقها الحقيقة بازدراءِ
وتسكنها تظن بها أمانًا
ولا تدري بأنك في العراءِ
أختم وأقول لأولئك المتوهمين كم أسرفتم على أنفسكم وحرمتموها وأتعبتموها!! وقد آن الأوان أن تتحرروا من قيودكم لتنطلقوا وتعيشوا عمرا جديدا وعالما أكثر رحابة وكرامة وهو ما يليق بكم. 
دمتم في رعاية الله.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق