بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 08 ابرايل 2021 04:43 مساءً 0 359 0
نصائح ببلاش
نصائح ببلاش

نصائح ببلاش


للكاتب الأستاذ/أنس محمد الجعوان


قد نكون في بداية حياتنا الدراسية والزوجية والعملية وكذلك في بداية العلاقات المختلفة متعطشين جداً لبعض المعلومات التي نجهلها عن أمور كثيرة ولكننا لا نتعب في البحث عنها ونترك الأمور حتى تتبين وتتضح بشكل أفضل مع مرور الأيام وتزايد الخبرات والمرور ببعض الصعوبات والمنغصات والعقبات المتفاوتة في صغرها وكبرها على حسب النوع والكم والقوة.
وقد تطوع البعض لأهداف مختلفة بدافع أو بدون لإعطائك النصائح المجانية التي قد تكون مدمرة لنجاحاتك ومؤخرة لحياتك وتجعل الفشل الذريع حليفك الدائم طالماً أن أذنك تتسع وتكبر لتستمع من هؤلاء الأشخاص الرسائل المحطمة والمدمرة والقياس على تجاربهم الفاشلة وتتأثر بما يقولون وتبدأ في تطبيقه فعلياً لتكون النصائح في غير محلها وغير مطابقة لك ولا لحياتك ولا بيئتك فتنتكس أمورك للأسوأ وتعود إليهم مجبراً لإنقاذك وقد تواجه الهروب منهم أو إعطاؤك نصائح لتعديل الأمور لتدخل في دوامة الفجوة العميقة وتفشل بكل اعتماد من قبل الناصح غير الأمين ..
ومثل هذه التجربة من يقوم بالاستدانة من أشخاص مختلفين وبعد المطالبة الشديدة بحقوقهم يبحث عن من يقرضه مبلغاً آخر ليسدد لمن أتعبه من السابقين ليدخل في دوامة ليس لها نهاية إلا السجن وإيقاف الخدمات والهرب من هؤلاء مؤقتاً.
فعلى المستوى الدراسي كنا نسمع من يقول للطلاب لماذا تذاكر وتضيع وقتك في الدراسة والنهاية ستجلس في المنزل لأنه لايوجد وظائف أو من يكذب لأمور كثيرة جداً حتى لا يتفوق غيره من الزملاء وتتفاجأ في النهاية بحصوله على أعلى الدرجات وهكذا وهناك من يصدقه لأنه لايوجد لديه هدف أساسي من الدراسة أو مغصوب عليها وهناك من يضع في أذنيه طين وعجين حتى لا يسمع الكثير من التفاهات وهو في نفس الوقت منطلق في دراسته وينافس على أعلى الدرجات والمراتب.
وعلى مستوى العمل نجد الكثير من المثبطين المحبطين بشكل يومي في اللقاءات مع الزملاء مما يجعل الجو العام لبيئة العمل محبط وتجد أن الكلام الصادر من شخص أو اكثر أصبح متداولا من قبل الكثير مما يؤثر على سير العمل وضعف الأداء والإحباط العام وكأنه فيروس انتشر بسرعه بين الضعفاء ومتوسطي الأداء في الغالب أما من يبادرون ويعملون ووقتهم مليء بالعمل والنجاح فلا يسمعون لهؤلاء لأسباب كثيرة لأنهم ماضون في طريق النجاح ومبادرون في أعمالهم وأهدافهم واضحة ويعلمون أن مثل هؤلاء الفيروسات لا تستطيع أن تمس منهم شعرة واحدة بسبب المناعة القوية الموجودة لديهم .
وأما عالم التخبيب المدمر للعلاقات الزوجية فحدث ولا حرج، فكم من العلاقات التي انتهت بطلاق سريع بسبب النصائح المخببة،فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «من خبب زوجة امرئ أو مملوكة فليس منا» (رواه أبو داود)، ويقول أيضاً   
لعن الله من خبب امرأة على زوجها ولعن الله من خبب رجلا على امرأته" (صحيح مسلم)، فالتخبيب دمار كبير للأسرة للعلاقات الزوجية ، فكم من الأسر تفككت وانتهت للأبد بسبب نصيحة مخببة سواءاً بقصد أو بدون قصد فالكثير أصبح مخبباً وقد يكون من دافع الحب والعطف والنتيجة مشاكل تنتهي بالطلاق فقد يكون الوالدان أو أحدهما أو تكون إحدى الأخوات أو الأخ الذي يغار من زوج أخته فيحاول أن يثبت لها أن الحياة الزوجية مثل ما يفعل هو أو مثلما أجبر على فعله فيطلب من أخته أن تكون مثلما تفعل زوجته أو تقوم إحدى الصديقات متطوعة بالنصح السلبي سواءاً بطريقة مباشرة أو بمدح لزوجها أو زوج فلانه الذي يدلع زوجته ويهتم فيها أو من خلال القصص المتداولة في مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصاً السناب وماتظهره بعض المشهورات من جانب تمثيلي يظهر للآخرين السعادة المصطنعة التي تعيشها أو من تطالب زوجها بالكثير بحجة قوة الإستحقاق الذاتي لديها وهلم جراً وتأتي بعض الزوجات اللاتي يتأثرن فعلياً بهذه النصائح بالتطبيق أو إظهار الحزن والغضب من الزوج ليقوم بفعل ما تم إملاءه عليها فتبدأ الحياة بمشاكل ليس لها أساس وليس لها حاجة وقد يسمع بعض الأزواج نصائح على شكل قصص من قديم الزمان أو قصص مختلفة تنتهي بالتخبيب والمشاكل وهكذا تتحطم الحياة الزوجية العظيمة والعلاقات العميقة والعقود المغلظة برسالة مخبب أو مخببة وهو مسلسل يومي ليس له حلقة نهائية إلا ببعض الأزواج والزوجات الذين يعرفون ماذا يفعلون وماذا يريدون وماهي أهدافهم وحاجاتهم ومايتناسب معهم ومع حياتهم وأسرهم وأبناءهم فتجد أن باب التخبيب مغلق لأنهم من أغلق الباب وأوصده بالأقفال ولم يسمحوا لأحد أن يقترب من هذا الباب حتى أقرب الناس لهم وكأنهم مختلفين ومع الأسف يعتبر مثل هؤلاء غرباء ويعانون من الضغط النفسي من قبل الآخرين ليفتحوا الباب ولو قليلاً ليدخل الهواء السام له ويبدأ في تدميره فيروسياً.
وفي الحياة بصفة عامة نواجه من ينصحك بقوة بالطريقة التي يمارسها في حياته وكأنها هي الطريقة الصحيحة ويجب عليك وجوباً أن تأكل مثله وتشرب مثله وتمارس حياتك مثلما يمارس وقد تجد إلحاحاً شديداً بذلك ليس لأن هذا هو الصحيح ولكن لأنه لا يستطيع أن يفعل مثلما تفعل فيحاول أن يفسد عليك حياتك حتى تصبح مثله ولكن عندما يحصل له أن يفعل مثلما كنت تفعل سيفعل وبكل أريحية وسيدافع عن نفسه بكل قوة..
.. اعرف ماذا تريد وحدد أهدافك وأمض في طريقك وفلتر ما تسمعه حتى تصل بإذن الله لما تصبو اليه..

*مستشار تدريبي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق