بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

السبت, 10 ابرايل 2021 08:12 مساءً 1 496 0
العلاقات الإنسانية و مشكلة المشكلات
العلاقات الإنسانية و مشكلة المشكلات

العلاقات الإنسانية و مشكلة المشكلات 

 

حين تدخل في علاقات إنسانية  تصادمية عند كل منعطف ، و تتأكد حين يرى كل طرف  أنه على صواب  والآخر على خطأ.
و إن حاول طرف ما يود المحافظة على شعرة معاوية  أن يتموضع في الجهة المقابلة ليرى ما يراه الآخر ،ويحكم بحكمه ويقتنع بحجته أو يتفهم رؤيته  ، يجد أن بعض الأمور والمواقف لا يمكن أن تُرى إلا من وجهة واحدة صائبة عقلا ومنطقا و واقعا ودينا وعرفا ونظاما .
قد نلتمس الأعذار ، ونتفهم المواقف ونجد المبررات. ولكن تكرارها على ذات المنوال أو خلافه ،  يضعف الحجة و يفقد المعذرة قوتها وبرهانها وحجتها .
إذ يكون البعض بعقلية قاتلة ،مقتنع بصواب ما يفعله  ، أو ما ينطق به ويعتنقه .. وكل ما يأتي به خارج المنطق والعقل ومناف للواقع و الحقيقة .أو معارض للأنظمة والقوانين والشرائع .
والأنكى من كل هذا وذاك أنه يجد من يحفزه ويشجعه على سوء فعله ..و سوء خياراته.. وسوء قراراته   ، يصفق له ويزين له الأمور  ويصورها بما يدغدغ مشاعره ، وينمى غروره و يناور طموحاته،   فيمضي أشد ضررا من قبل . 

أن تلتمس لأخيك سبعين عذرا .. لا بأس فهو سنة نبوية واسوة حسنة وخلق قويم يدعونا ديننا الحنيف إليه . 
وأن تتفهم مبررات الطرف الآخر في موقف او عدد من المواقف لا بأس .. فكلنا معرضون للظروف وتقلب الأحوال  ، و اتخاذ قرارات أو مواقف تبعا للحالة النفسية أو  المجتمعية والعملية..  فالتقبل والمواساة والتعاطف مطلب اجتماعي إنساني لا غنى عنه في العلاقات الانسانية  نحتاجه جميعا .
وأن تخطىء مرة  أو أكثر أمر وارد ..  فكلنا خطآوون   (كل آبن آدم خطَّاء وخير الخطائين التوابون )
ولكن إلى متى ..؟!
إلى متى ستتحمل أخطاء الآخرين وكل خطأ مدمر أكثر من الذي قبله ، وعليك أن تحتوي آثاره  ومواجهة ردود فعل آخرين لن يحتملوا نتائجه ؟!
الى متى ستجد المبررات لمن يدعي أنه استوعب  الدرس وسيراعي الحكمة في قراراته،   أو اتباع  المنطق و تحكيم العقل في أفعاله،   ليفاجئك بموقف آخر  يستفز غضبك ويستثير حفيظتك .

والى متى  ينبغي أن تكون أنت المتفهم  والمتعقل والذي يحتمل ما لا يُحتمل مراعاة لخاطر فلان أو فلانة وتقديرا لظرف علان أو علانة؟!

وإن التمست العذر وتحملًّت الآثار وتفهمت الأسباب و تجاوزت الموقف ..
هل ستعود العلاقات لجذوتها وألقها وجمالها وبراءتها  وشفافيتها وعفويتها؟؟
لا بد من وضع الأمور في نصابها ،  وإقامة ميزان العقل والمنطق ، و مراجعة النفس ومحاسبتها قبل أن تحاسب ، وتحري الدقة بناء على المعرفة ، ومراعاة الأحوال  والأعراف ، ومخاطبة الناس على قدر عقولها ،وعدم الخوض في علاقات لا تجني من ورائها سوى تعب الأعصاب والتوتر والارتياب فيما وراءها وما قد تؤدي إليه  لتستقيم الحياة  .

الكاتبة /جمال بنت عبد الله السعدي- المدينة المنورة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق