(التنمر البشري وأنواعه )
بقلم :خولة النعيمي -الرياض
صحيفة صدى الحجاز
,,التنمر,,عندما تتبادر كلمة التنمرعلى اذهاننا يعرفها العقل على أنها نوع من أنواع العنف أو شكل من أشكال الإساءة،بل هي أقوى لأنها تستهدف شخصا واحدا يتعرض له مجموعة تهدده وتسيئ له عن طريق إيذائه نفسيا وبدنيا ، وللتنمر أنواع كثيرة لا يسعني ذكرها و لايسعني شرح كل نوع منها إلا بشكل مبسط للغاية :فهناك التنمر المدرسي:أي في أماكن الدراسة يحصل عادة ما بين الطلاب ، وهناك التنمر في أماكن العمل :حيث يحصل من قبل زملاء العمل و أحيانا كثيرة يكون من رؤساء العمل و هناك التنمر الأسري:و هو يكون من الوالدين ضد الأولاد ،أو بين الأخوان ، و هناك تنمر يحدث بين الدول وسيطرتها على دول آخرى أضعف منها وذلك عن طريق فرض القوة والتهديد العسكري و هذا يسمى بالتنمر السياسي، ولكن هناك تنمر ذو هيئة جديدةو شكل جديد بل هو نوع مختلف فريد من نوعه ,لم يتعرض الكثير منا له ولم نجربه بعد و لم نعاني قسوته وهو ,,التنمر الإلكتروني,,
ماأكتبه اليوم عن التنمر الإلكتروني فهو أقوى بكثير مما يتوقعه المرء،فهو يعذب من حدث له نفسيا والعذاب النفسي يكون أقوى من البدني ، فالعذاب النفسي يجعل الإنسان يقتل نفسه،لقد أصبحنا دائمي التواجد في مواقع التواصل الإجتماعي ولقد أصبح مايقوله الناس فيها مصدقا،لقد أصبح لبني آدم أحقية في أن يعاقب من أخطأ في مواقع التواصل، أصبح لدينا سلطة بالرغم من وجود جهات مختصة بذلك ، و لكن بضغطة زر أصبحنا نحن المسؤولون عن معاقبة من أخطأ ، منذ متى أصبح لنا حق في ذلك ؟ وأصبحت مواقع التواصل الإجتماعي هي السلطة الأولى على البشر، فالتنمر لاتستخدم به اليد أو الصوت بل هو عن طرق الأجهزة الإلكترونية على لوحة المفاتيح ، فهناك أشخاص لاتستطيع رؤيتهم أو حتى تكشف عن وجوههم ، ولاتعلم حتى إن كانوا بالغين أوأطفالا ، وعندما يشتهر شخصا ما عن طريق مقطع فيديو أو تغريدة أثارت المغردين أو حتى كان مشهورا أو إعلامي أو ممثل، فهويفرح كثيرا عندما يتابعه الملايين وتصل شهرته سريعا، ويصبح معروفا بين الناس، فتدر عليه هذه الشهرة والإعلانات مبالغ طائلة ، ولكن سرعان ما يحصل خطأ واحدا صغيرا كان أم كبيرا و يرى ذلك المعجبون والكارهون ، أو صدرت منه أمام كاميرات هواتفهم أو هواتف غيرهم كلمة ، فيخطئ بفهمها ، سينقلب الجمهور عليهم و سوف يتم محاربتهم في مواقع التواصل ،لينتقل من الشاشات الصغيرة إلى الشاشات الكبيرة ، و سيتم تشويه سمعتهم بكل الطرق ، وسيتم تهديدهم ، وسيكرههم البعض ، وقديظل على حبهم القليل ، ورغم ذلك سيتم إقناع الضحية أن ,,لكل شيء ثمن حتى الشهرة لها ثمنها,, نعم ذلك صحيح في أمور ، ولكنه خطأ في أمور أخرى ،بل أصبح المتنمرون خلف الشاشات يستطيعون إقالتك من منصبك ، أو يتسببون بطردك من وظيفتك ، و ليس فقط من أجل خطأ صدر منك ، بل أصبح هناك أناس يتنمرون للون بشرتك أو لجنسيتك أولمذهبك ، فقد أصبحوا هم من يحددون مصيرك ! وذلك كان منذ الآف السنين منذ زمن العبودية عندما كان البشر يعذبون ويقتلون ، عاد للبشر سلطة العبودية من جديد.
ختاما لما قلنا سابقا، الحياة أصبحت حزبية ليس فقط لدى الناس العاديين بل في كل مكان في العالم ،أصبح الجميع يتمنى سقوط من هو أفضل منه منصبا وفكرا ، أصبح الفاشل لايطمح أن يحقق حلمه بل أصبح يريد اسقاط الناجح .
نصيحة :
,,لاتحكم على الأخرين من أول نظرة فلا يوجد فرق بين لون الملح و لون السكر ولكن ستعرف الفرق بعد التجربة,,