بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الجمعة, 12 يناير 2018 05:48 مساءً 6 998 0
ليت المحلة في المدينة عند ياسين
ليت المحلة في المدينة عند ياسين

صحيفة صدى الحجاز / المدينة المنور 


بقلم الكاتب : حسن محمد عبدالله البيتي​​


كل يوم أعيشه في غير مدينة رسول الله r لا أحتسبه من عمري الحقيقي ... ليس اعتراض على قضاء الله، و إنما العيش الحقيقي ها هنا.
لا تلوموا المتيم فأنه مجبولُ على حبكم من الصغر.
و علموني حبكم والدي و أمي ... من عادنا الا طفل ما قرأ حرف أمي
تتبعثر الكلمات عندما تخنقني العبرة شوقاً إلى مدينة الحبيب المصطفى r.
يا ناقة الشوق إنا .... نسير نحو المدينة
عندما وصلتها في يوم مبارك ... كنت أنشد ما ينشده المضيفين في مطارها عند استقبال وفود الحجيج من أصقاع المعمورة، فتنهمر دموع الفرح منهم شكر على نعمة الوصول مرددين:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
و قادني الشوق الى الشباك و المحراب و الروضة الرحيبة و مسجدها الرحيب، الى منازل أنزل القرآن فيها و روح القدس جبريل، كما قال ذلك الشاعر الحضرمي حسين المحضار لما شد رحاله نحو المدينة.
دخلت مسجدها من باب السلام ... بتأدب و احترام ... و الناس أفواجاً يقصدون غاية المرام، الصلاة في روضة الجنان، صلاة تعدل ألف فيما سواه، مثلما وردنها بالصلاة في الدنيا، نسأل الله أن نردها في الآخرة ففي تلك البقعة حوضه r الواقع على منبره الشريف.
ثم يممنا وجوهنا نحو الحجرة الشريفة للسلام على النبي و صاحبيه ... شاكرين و شاهدين بفضلهم في إقامة صرح غير منهدم.
ثم قصدنا البقيع الذي حوى ترابه خير الخلق بعد النبي r، ثم شهداء أحد الذين يلهموننا الصبر عند الشدائد، ثم مسجد قباء الذي أسس على التقوى و الطهارة، نبغي أجر عمرة فيه، و محبة الله للتوابين و للمطهرين.
و لما حان المساء فيها، تنقلت بين آثارها، نلتمس سيرة النبي و الصحابة، في القبلتين والخندق و الجمعة،
و شعوري في كل خطوة كما قال المحضار:
هنا يرتاح عرف المصطفى و نشم طيبه ... و يا ما أحسنه طيب
هنا نور السماء اللي تنطفي فيه أنوار القناديل ... يعود الحي اللي كتبت له العودة و تيسير السبيل
و في جو المساء ترى مآرز الأيمان يتجلى بأهلها المتمسكين بعهود أجدادهم "أنصار النبي r" ، فهم قوم كرام ذكرهم الله في كتابه بوصف يغنيهم عن كل شعر و نثر: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
كرمهم دعاني إلى أن ارضى بهم جيراناً، و أتردد عليهم و لا أميل عنهم، فكم من محب طرق بابهم يرجو لقاءهم فكيف بالعيش معهم؟
و اليوم ذا انا ضيفكم على الباب نازل ... و انتم أكارم فضلكم ع الناس شامل
و جودكم مبذول للإعداء فكيف الا المحبين .... ليت المحلة في المدينة عند ياسين
و في يوم من الأيام ... كان لي أخ عزيز قد حان وقت رحيله عنها ... فذرفت دموعه قائلاً: والله لقد تركت بلادي و هي غالية علي، و ما صنعت مثل صنيعي الان، و لقد زرت مكة و هي بلد الله الحرام، و ما رأيت حزناً أشد علي من فراق المدينة.
فرددت عليه: لأنك في الجنة الآخروية، و داخلها راغب فيها مهما اشتدت به الظروف الا ما شاء الله.
فقال لي: صف لي هذه الجنة التي لبثنا فيها عدد سنين؟
قلت له: اسمع ما يقوله رسول الله عن بقاع المدينة: (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) ، (أحد جبل يحبنا ونحبه، و هو من جبال الجنة) ، (أتاني الليلة آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك) يعني: وادي العقيق، (إن بطحان على ترعة من ترع الجنة) و بطحان وادي في المدينة، فأنت بين جنان الاخرة.
فقال لي بلسان الشعر: وفـــاح عــطـــر الــجـنان فما ملكت جناني ... كــأنـــه طــــار مــنــي إذ شمَّ ريح المدينة
فرددت عليه من المنبع نفسه: ألـفـيـت فـيـهـا الـحـنـانـا وذقت فيها الأمانا ... بـلـغـت أسـمـى جــوارٍ لما دخلت المدينة
إنها طيبة الطيبة ... أتاها كل ذي محبة، يتمنى بعضهم لو يحيى و يموت فيها و لا يعود لموطنه، فالحياة فيها حياة السعداء، فهي مأوى الاخيار، قال r: (من خرج عنها رغبة عما فيها، ابدل الله به من هو خير منه فيها)، و قد دعا لها بالبركة في أرزاقها ضعف البركة في مكة.
وكذلك الموت فيها موت الأتقياء، قال r: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فأني أشفع لمن يموت بها).
و مسك الختام أحلى كلام، عند وصولك المدينة سترى كل ما تحن إليه روحك و تحدو قائلاً:
كانت لروحي مئابا ... فَرَاق عيشي وطابا
صلاة ربي على من ... أقام صرح المدينة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

اثير الجابري
كاتب وناشر
مراسلة وناشرة بصحيفة صدى الحجاز الالكترونية

التعليقات

مشاركة#2
Pantown Pantown
يشارك محتوي لـ اثير الجابري بقسم حوادث وفاة
2021-08-02 02:39ص   
مشاركة#3
Pantown Pantown
يشارك محتوي لـ اثير الجابري بقسم حوادث وفاة
2021-08-23 08:27ص   
مشاركة#6
cmRhfc cmRhfc
يشارك محتوي لـ اثير الجابري بقسم حوادث وفاة
best place to buy generic cialis online 50 53 Intercalated disc proteins have been recognized as important regulators of cardiac conduction due to their function in maintaining electrical and physical coupling between cells
2023-11-16 01:40م   

شارك وارسل تعليق