بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 12 مارس 2018 10:41 مساءً 0 651 0
{ مصباح الحي } ..
{ مصباح الحي } ..

صحيفة صدى الحجاز 

{ مصباح الحي } ..

بقلم الكاتب :  محمد المطلق 

كنتُ أخرج في هدأة الليل، وهيبته، وقد نام الأهل، وخلت الحارة 
من الناس، إلا من وقدة جمر في منقل الحارس الليلي، في آخر 
ركنٍ من الشارع .. الصمتُ يلف المكان، وهواء منتصف الليل 
يحرك غطاء لمبة الشارع المستدير، فيصدر منه صوتٌ تعودت 
سماعه، منذ سنوات، كان قدري، أن غطاء هذه اللمبة، لم تُثبتهُ يد 
الصيانة، فيلعب به الهواء به كما يحلو له، فكنت أطرب لذلك الأنس 
لا أستطيع الصبر في البيت فأخرج له، أرفع نظري إلى أعلى 
العمود العملاق الخشبي، الذي يحمل أسلاك الكهرباء فأبصر 
اللمبة المتقدة، والصحن منحنياً فوقها، منتظراً هبوب الهواء  
الرقيق فما يلبث أن يخفقه النسيم، وكأنه فيناديني من أعلى 
ذلك العمود، كأنه يساهرني، أذوب في غنائه الشجي..تطول 
وقفتي، على باب بيتنا القديم، ولم تسجل ذاكرتي، كيف كنت 
أرجع إلى مخدعي .. ثم تركنا ذلك الحي الجميل ..
غاب عمود النور في شارعنا القديم، مع غياب الطفولة 
إلى الأبد، ولكني بقيتُ وفياً لذلك الصوت الساحر، أمر من 
حارتنا القديمة، وأرفع رأسي، فأجده في محله القديم، متشبثاً 
بالزمن، ولا أدري إن كان ينتظر بعدي من يخرج له ليتبادل 
معه الأنس والغناء ؟!

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

منصور الزهراني
كاتب وناشر
نائب مدير النشر بالصحيفة بمحافظة الطائف

شارك وارسل تعليق