بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الجمعة, 18 يناير 2019 09:11 صباحًا 0 713 0
ليس ذنبا يقترف (جماليات)
ليس ذنبا يقترف (جماليات)

ليس ذنبا يقترف (جماليات)

الكاتبة / جمال بنت عبد الله السعدي
رئيسة رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة

جميل أن يكون لدينا طفلا ذكيا
وموظفا نشيطا متفانيا
و زوجة محبة متفانية  
وزوجا عطوفا و متفهما 
وصديقا وفيا مخلصا 
ولكن 
ليس ذنبا يقترف أن تكون ذكيا .. معطاء .. مبادرا .. كريما .. سخيا..  طيبا .. مجتهدا.. ذو أثرة 
ولكن منا من  يسيءالتعامل مع هذه النماذج ويحملها فوق ما تحتمل ، ويجور عليها بما لا تطيق .

فليس بذنب الطفل الذكي أنه ذكي وسابق سنه- على ما يقولون-  لأحمِّله فوق طاقته، و أتوقع منه أن يفهم كل ما أريده منه، وأن يتقن كل ما يطلب منه ،وأن يعي وينفذ كل ما يؤمل منه، متجاهلين أنه طفل له أخطاؤه التي هي سبيل تعلمه، وشحذ همته، وتصويب سلوكه، واكسابه الخبرات، و إتقان المهارات . وأنه بحاجة للتربية بالحب وليس بالعقاب ، وبالقرب وليس بالاقصاء،  و التعلم باللهو واللعب معه وليس بحكم الآمر الناهي متماشيا مع تطور نموهم العمري والفكري والبدني.
كما انه ليس بذنب الموظف المجتهد أن يتحمل تقصير زملاءه، فيعطى مهاما فوق مهامه، و يحمل فوق طاقته، ويسند إليه ما ليس من واجبات  وظيفته، وأن يهدر حقه بالتقدير والشكر فيساوى بغيره في  التحفيز  و التقييم،  او يكرم مع المقصر كي لا تثار حساسية الزملاء أو لأي مبرر كان.
كما ليس بذنب الزوج المخلص الطيب الخلوق المسامح  المتسامح ، المتعاطف  المتعاون ، الاستمرار في تجاهل احتياجه للسكون و للهدوء والإستقرار والسلام في بيته بعد عودة من يوم عمل طويل وشاق ، فيعود في اليوم التالي لعمله بحب ونشاط وعطاء،  منفتح الذهن  .. منشرح الصدر  ،و ليرجع الى بيته يتلهف توقا وحبا وشغفا بلقاء أسرته الجميلة.
كما ليس بذنب الزوجة المتفانية المحبة المخلصة 
المربية الصالحة ، التي تعني ببيتها فتجعله جنة  ، و  بأسرتها  فتجعلها أولوية ، وبنفسها وجمالها وأناقتها بالبيت لتظل عروسا كأن لم يمر عليها الزمان ،   أن تهمل احتياجاتها، و تحرم حاجتها للأمان الأسري ،وتلبية طلباتها -ما أمكن إلى ذلك سبيلا - حتى وإن كانت تعمل ولها استقلالها المالي ،وليس ذنبها  مهما كانت أعباء عمل زوجها  ألا تسمع  عبارات تبلسم وجعها،  و يمسح بيد عطفه يبدد ألمها، ويُسكن بمعسول كلامه نفسها ويبهج بطيب تعامله روحها . 
كما أنه ليس بذنب  الصديق الصدوق المبادر الذي يؤثر على نفسه  -سواء كان ثريا أو لو كان ممن به خصاصة -  أن يطمع بكرمه، و يستغل إيثاره ، و يهدر حقه بوقت خاص به و رفقة طيبة مع أصدقاء مقربين له غيرنا،  و مساحة من الخصوصية له ولأسرته فنكثر عليه بالطلب ونثقل عليه بإلحاح مما ليس من حقنا .
وليس بذنب العاملة المنزلية إن كانت طيبة الخلق صبورة .. قنوعة  .. مجتهدة..  أن نلقي بكل الأعباء عليها من تنظيف وغسيل وكي  وطبخ  حتى تربية الأولاد و العناية بطعامهم و استحمامهم ولعبهم ومراقبتهم  .
فللصبر حدود .. وما زاد عن حده إنقلب إلى ضده .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
ليس ذنبا يقتوف(جماليات)

محرر الخبر

حنين مسلماني
كاتب وناشر
محررة وناشرة

شارك وارسل تعليق