بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الثلاثاء, 22 يناير 2019 03:35 صباحًا 1 427 0
الغزو الفكري والفضائي
الغزو الفكري والفضائي

الغزو الفكري والفضائي

 


الكاتب / عبد الله السهلي

 

في زمن الغزو الفكري و الفضائي نحتاج لأن ننبذ السلبية، وأن نكونَ أكثر حزما وعزما وهمة، ونفتح أعيننا  جيد لنرى ما يدور حولنا قبل أن يخترق أبناؤنا دينيا وخلقيا وثقافيا وفكريا   

يجب أن نفعل شيئا، وألا نقف مكتوفي الأيدي فمؤشر الخطر قد بدأ يدق ناقوسه والمتأمل  في الواقع يدرك ذلك جيدا  وهذه دراسة تربوية تخصصت  بعلاقة الناشئ ومستوى رقابة الأُسر لأبنائهم، قد أجريتُها منذ زمنٍ قريب فاستخلصتُ من نتائجها أنَّ نسبة كبيرة جدا لا يُستهان بها من الأُسَر يتركون لأبنائهم الحبلَ على الغارب ويثقون بهم ثقة عمياء! وهذا مؤسف جدا فلماذا نغمض أعيننا عنهم بعيداعنهم في داخل تلك الشبكة المليئة بالمتاهات والضياع؟!

هناك أيضًا قضية مهمة لا ينبغي لنا أن نغفل عنها وهي أن الوسط يفتقد للتربويين متخصصين في شؤون المراهقين مع كونه تعتبر من أهم المحاضن التربوية في عصرنا الحاضر 

لذا يفترض بنا أن نلتفتَ لهذا الأمر ونُوليه شيئا من الاهتمام فمن حق هذا النشء علينا أن نرعاه فكريا وروحيا واخلاقيا ونرتقي به إلى مزيد من الوعي والإدراك لَمَا يدور حولهم ويُحاك.

وهذا الجيل  في القرن الواحد والعشرين الذي أغبطُهم على هذا الكمِّ الهائل من العلوم والأفكار والمعارف التي تتدفق بين أيديهم بعد براكين الثورة الفكرية والفضائية وأرثي لهم حين أرى كثرة مَن اكتوى منهم بحمم هذا البراكين  المتناثرة من الفِتَن والشهوات فالناشئ  قد يَشعر بأنه على الهامش في مجتمعة الواقعي والحقيقي ثم يجد مَن يحتويه في مجتمع الإنترنت الذي هو مجتمع افتراضي في الواقع  لا أصل له فيقبل عليه بحماس وعواطف جياشة ويقضي أغلبَ يومه في الإبحار عبر محيطات الإنترنت الشاسعة والواسعة فإن وَجَد الشاطئ وبَر الأمان، رسا بقَاربه عليه وظل يُبحر قريبًا منه، ثم لا يَلبث أن يعودَ إليه وإن لَم يجد هذا الشاطئ تاه في البحار، ولربما عصفت به الرياح، وتلاطمت به الأمواج، وغرِقَ في قعر البحر وأيضًا نحتاج إلى ضوابط وأفكار وطرق جيدا كي نستغل هذه التربية استغلالاً إيجابيا جيدا وندعم الشباب  ونركِّز على القضية التربوية الذاتية ونغرسها في قلب كلِّ ناشئ فهي طوق النجاة بعد الله 

وأحدد النشء لأني أجد هناك بعضَ الفراغ فيالخطاب الفكري السليم والصحيح في عالَم  التكنلوجيا والإنترنت فهناك الكثير ممن اهتمَّ بالتوجيه الفكري الجاد للكبار وهناك مَن اعتنى بتوجيه الخطاب الفكري الترفيهي الموجه لعقول الأطفال ولكن للأسف لَم يحظَ الشباب  في مرحلة بداية المراهقة إلا بالقليل جدا مع أنه في أمس الحاجة إلى خطابٍ يمزج بين هذا وذاك وأقصد بالمزج في الخطاب: أن يكون ما بين الترفيهي والجاد بما يناسب ميولَهم  ومواهبهم وطريقة تفكيرهم في تلك المرحلة العمرية وهذا سيساعدهم في تجاوز تقلبات سن المراهقة التي تتسم بكثرة التغيرات والتقلبات النفسية والسيكولوجية وهذه ثغرة لا بد وأن تسد  من قِبَل المصلحين في عالَم الإنترنت والثورة الفضائية عموما ومن المعلوم أن هذه المرحلة العُمرية تعتبر مرحلة تأسيس للفكر وتحديد للوجهة فالناشئ حين يجد نفسَه بين مُفترق هذا الطرق  فإنه بالتأكيد سيعاني من الحيرة والتردد، والصراع النفسي، والارتباك، والقلق ،والتوتر فأي طريقٍ يسلك؟ ومع أي تيار يسج ويسبح؟


فهل من الممكن أن نستغل هذا الوسط الذي هو الإنترنيت استغلالاً إيجابيًّا جيدا لنأخذ بأيدي الشباب كي نَبني بهم جيلاً واعدًا، يغير منحنى مسار مستقبل  هذا الأمة الإسلامية إلى الأفضل فحتمًا ستتحول هذه الشبكة  العنكبوتية من نقمة إلى نعمة عظيمة تستحقُّ الشكر والثناء .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق