بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الاربعاء, 13 فبراير 2019 11:22 مساءً 0 514 0
إلى أين ياخذنا العنف
إلى أين ياخذنا العنف
الى اين يأخذنا العنف؟‬ ---------------------------------------------------------------------------------- الكاتبة / ريناد مقدم ---------------------------------------------------------------------------------- ‫كُل يوم خبر اسوأ من الذي سبقه .‬ اخبار العُنف هي الاكثر تداولاً، صار الفرد منّا يلزمه أن يُهيئ نفسه معنوياً قبل الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي. قبل وسائل التواصل الاجتماعي، كنا لا نسمع شيء من الذي يحدث اليوم من هرب و قتل و تعنيف و اضطهاد و غيره ! المُحزن ان هذه الاخبار البشعه اصبحت يومية! لا أدري، أزماننا بالفعل سيء ؟ام هل كان هُناك زمن للطيبين ؟ أم لم يكن لديهم الوسائل الكافية لأظهار الظلم كما نرى اليوم ؟ هل صحيح أن الأجهزه المحمولة أصبحت أخطر من الاسلحة ؟ أين الخلل ؟ حين نُشاهد خبراً لقتل امرأة لزوجها أو قتل زوج لزوجته، يشعُر كُل فريق منّا بشيء من الانتصار، حتى و أن كان الفعل وحشي و مُعارض للإنسانيه، يأتي الخبر بصيغة بلهاء تُشعر القارئ بالانتصار . و هذا من أكثر الاشياء التي تُرعبني حقاً، فقد شاهدت عدداً من الناس يُصفقون لهذه الظاهرة، لا أدري أهي نزعة عُنفيّة يُحاول كُل منهم سدّها بهذه الكوارث، بمُشاهدتها و تبرير الجُرم للمُجرم . حقيقةً الأمر اصبح مُرعب، كأن الناس أصبحوا وحوشاً يبحثون عن الأحداث العنيفة . يُلاحظ الكثير تسابق المشاهير و الصُحف حول نشر هذه المقاطع الدامية، يعلمون ان المُشاهدين تجذبهم هذه الاشياء و تُثير فضولهم، ولكن هؤولاء لا يعلمون مدى تأثير هذه المقاطع عليهم، خاصة أنها تترك أثر سلبي على " العقل اللاواعي " وهو يؤثر بدوره على سلوك الفرد و نفسيته، و من الممكن أن يحوّل سلوك الانسان بالكامل من شخصية مُسالمة إلى شخصية عنيفة . وذلك حسب ما أكده الدكتور محمود غلاب أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة سابقاً، إن هذه المواد العنيفة المتداولة تُثير غرائز العنف و الاساليب الحيوانية لدى الفرد، غير المشاكل النفسية العديدة التي تُصيب المُشاهد. نهايك عن سوء تأثيرها على الاطفال. مثل هذه المقاطع العنيفة المتداولة، من الممكن بل الأكيد، أن يُصيب المُجتمع بإنهيار عظيم، نتيجة عدم وضع حد لما يحدُث، المُشكلة عميقة جداً، لا يحلّها قانون، بل مبدأ يمحي العُنف تماماً تجاه أي شخص أياً كان دينه أو إنتمائه أو جنسه . و هو أمر مُستحيل.
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق