بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الجمعة, 08 مارس 2019 11:09 مساءً 0 389 0
ادفع ريالاً تقطع ذراعاً
ادفع ريالاً تقطع ذراعاً

ادفعْ ريالاً تَقطعُ ذراعاً ..!!

الُكِاتْبّ / احُمٌدِ سِلُيَمٌانَ الُنَجْارَ


غُرفةٌ بيضاء نظيفة مُعقمة مُجهزة بكل ماتحتاج إليه العمليات الجراحية من أحدث الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة  , في الغرفة مباضع جراح وأدوات جراحة ومجموعة من الممرضين والممرضات المدربين تدريباً عالياً على المساعدة في إجراء العمليات , ومعهم مجموعة من الأطباء الاستشاريين على درجة عالية جداً من الكفاية مع طبيب تخديرٍ محترف  , وفي منتصف الغرفةِ سريرٌ أبيض وعلى السرير طفلٌ ممددٌ عمره لايتجاوز الخمس سنوات  , وفوق رأسه نورٌ ضخمٌ ذو خمسة مصابيح  ،  وبجواره منشارٌ طبي متقدمٌ جداً ومتطورٌ للغاية ويعمل مستعيناً بجهاز الحاسوب للتقليل من نسبة الخطأ , فتحتِ أو فتحتَ أنتَ بابَ هذه الغُرفة واستقبلكِ / كَ الجَمعُ الموجودُ فيه  , ورفعوا لكِ / كَ المنشار وطلبوا منكِ / كَ بترَ يدِ الطفلِ من الكتفِ لأنها وصلتْ مرحلةً متأخرة من (الغرغرينا) ولو لم تُبترْ الآن لنتقلتْ لبقية أجزاء الجسم !! 

أسألكم الآن : 
ماشعوركم في لحظةٍ كتلك ؟!!
حتى ولو كان ماستقومون به هو لمصلحة الطفلِ ذي الخمس سنوات إلا أن الأمر مؤلمٌ جد مؤلم ......

لنخرج الآن - بعد أذنكم - من غُرفة العمليات ..


نشاهد في كثيرٍ من الأحيان الكثير من المتسولين رجالاً ونساءً وأحياناً يكون معهم أطفالٌ صغار ..

بعضهم إما فاقد للبصرِ أو لبعض أطرافه أو مصاب بمرضٍ غريبٍ إما في عقله أو في بدنه..

يستخدمون عبارات مُتقنة و مصحوبةً أحياناً بدعوات حارة للتسول!! 

نشعر باجتياحٍ غريبٍ لمجموعة من المشاعر منها الرغبة في الصدقة وإرضاء الرب ومنها الشفقةُ على هذا المخلوق المسكين الضعيف  , ولاشك عندي أنكم
تعلمون أن هذا المسكين أو تلك المسكينة قد يكونون جزءً من شبكةٍ إجرامية منظمة ؟!

وأنكم تعلمون أن هناك حفنة من  الجبابرة منزوعي القلب والدين والإنسانية يقفون خلفهم !!!


وأن ماأعطيتموه لهم سيذهب لهؤلاء  !! وأنهم لن يحصلوا منه إلا على الفتات من طعامٍ لايصلح للحيوان فضلاً عن الإنسان وشراب آسنٍ ومأوى قذر !!!


وأن معظم الأطفال هم أطفالٌ إما لقطاء أو اختطفوا من ذويهم 
وأنهم يتعرضون لعمليات تشويه متعمدة عن طريق إتلاف بعض أطرافهم أو بترها أو فقء أعينهم أو التسبب لهم بمرضٍ عضوي أو ذهني عضال بطرق وحشية جداً !!!

وأن هؤلاء النسوة يتعرضن للتعذيب والاعتداء الجنسي بوحشية وعنف والاغتصاب والمتاجرة بأجسادهن بعد عودتهن من عملهن هذا المُضني والشاق !!!

و أنه في حالة رفض طفلٍ أو امرأة أو رجلٍ للعمل أو تقصيره حتى يتعرض للتعذيب الشديد المكثف وقد يُقتل أحياناً وتُقطع جُثته ويُدفن ولايعلم عنه أحد !!!

ولكن هل تعلمون أنكم بهاتيك النقود التي أعطيتموها لهم إنما أنتم ساهمتم بشكلٍ غير مقصود- وبحسنِ نية طبعاً - في إنعاش هذه التجارة القذرة المُحرمة وساهمتم في إطماع هؤلاء في جمع المزيد من الأطفال والنساء ؟!!!!!

أحبتي 

الأجهزة الأمنية ومكافحة التسول لديهم من القصص ما يجعل الولدان شيباً !!!

وقد سمعت بنفسي بعض هذه القصص المؤلمة من مصادر موثوقٍ بها ورأيت بعضها بأم عيني!!! 

* لمحة نفسية * 

هم يعتمدون على سياسة الإلحاح والمتابعة حتى تعطيهم مللاً منهم وطلباً للتخلص من إلحاحهم 

وهنا - ونفسياً - داوها بالتي كانت هي الداء

أولاً :
 اقطع تماماً التواصل بالعين معهم

‏The connection of eye

ثم تجاهلهم تماماً وتلفت حولك وأنت واضعٌ على وجهك لمحة لامبالاة وعدم اكتراث 
وتحدث مع من معك أو بهاتفك المحمول ...

لحظات وسوف ينصرفون ثق بي!!!! 

 

وختاماً أقولُ : 
في نظري أن من أصر على أن يدفع لهم وهذه حالهم فهو سيكون قد بتر ذراع وأطراف ألف طفلٍ وألف امرأة وبفأس صدئ وفي غرفة قذرة ودون طبيب تخدير خارج تلك الغرفة التي تخيلتموها في بداية الموضوع ودون وجود حاجة لذلك !!!!

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق