بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الثلاثاء, 30 ابرايل 2019 11:30 صباحًا 0 490 0
قياس وكتم الأنفاس !!
قياس وكتم الأنفاس !!

قياس وكتم الأنفاس !!

 

بقلم/ محمد بن جهز العوفي.

 

يُمضي الطالب الجامعي مابين أربع إلى خمس سنوات في الجامعة جداً واجتهاد وسهر وعناء وربما أمتدت لفترة أطول يكون الطالب خلالها شبه مغترب بل الغالب مغترب عن أسرته !

وقد تكون هذه الأسرة أقتطعت جزء كبير من دخلها المتواضع الذي قد يكون مصدره " الضمان الأجتماعي " لتمنحه هذا الأبن عاقدة امالاً عريضه عليه بعد الله ، وتمر الأيام والسنون يراودهم حلم تخرج هذا الأبن من الجامعة ليكون سنداً وعوناً لهم في مواجة تكاليف الحياة ولعله يكون مصدر ورافد إقتصادي يعوض بعض ماقدمته تلك الأسرة في سببل أن تراه يؤدي دوره الذي اعدته له. ولكن الصدمة والخيبة تلطم ذاك الأبن وتلك الأسرة عندما تنهار حصون تلك السنون الجامعية بلمح البصر أمام ساعة واحد من الزمن !

نعم أمام ساعة واحدة من الزمن فقط لتتبخر تلك الأحلام وتذهب أدراج الرياح! فهل خطرت في بالكم تلك الساعة المشؤمة ومدى قسوتها وظلمها الكئيب؟

بالتأكيد وبلا شك الكل يتبادر إلى ذهنه ساعة دخول إختبار ( قياس ) فهي الفاصل بين الفرح والشقاء وهي الجدار المنيع بين تحقيق الأحلام وضياعها !

من المؤسف والمحزن أن هذه الساعة مقيد بها مصير سهر وجهد وكد سنوات في دروب العلم ، فأما إجتياز و حصول على بطاقة التأهل الوظيفي أو الفشل وأنهيار بناء استمر لسنوات وألاف من الساعات!

إنها ساعة كتم الأنفاس والتي تطارد بشبحها ذلك الخريج وتلك الأسرة الكادحة التي ربما إختارت وفرضت على الأبن تخصص شاق يضاعف الجهد على عاتقه لأن سوق العمل يطلب ذلك التخصص وهو أحد الضمانات الوظيفية الجاهزة بعد التخرج !! ومن المفارقات العجيبة ان هذا الأختبار " قياس وضياع الأنفاس " قد يجتازه شخص بسيط في قدراته وتنفتح أمامة أبواب العمل على مصراعيها ويتعثر فيه مبدع وتنغلق أمامة كل الأبواب ليحمل لقب عاطل بكل جدارة وتتحول درجته العلمية إلى لوحة

حائط ينسج عليها العنكبوت خيوط الوهن!!

أتسأل بمعية مئات الالاف من الطلاب والأسر ممن لطمهم وحطم آمالهم " اختبار قياس " والمقدر بساعة أو ساعتين ، ماالفائدة المرجوه من الدراسة الجامعية إذا كان مصير تلك السنوات مرتبط بساعة واحده كفيلة بتحطيم كل الحصون؟

لماذا لايتم إغلاق الجامعات ، وفتح جامعة تسمى جامعة " ساعة قياس " لتقلل عدد سنين الشقاء الماضية واللاحقة ، أو تفتح باب السعادة المبكرة فتمنح الخريج مصيره الوظيفي خلال تلك الساعة المصونة إختصاراً لكثير من الجهد وضياع الوقت وكثيراً من هدر المال في بناء ذلك الأبن !

هل أنغلقت الأفكار وحُجبت عن عقل صاحب القرار الكثير من الوسائل لتقيبم الخريج الجامعي ولم تتفتق عبقريته إلا عن هذا الأختبار " قياس " الذي أصبح شبح يطارد الشهادة الجامعية فيحولها إلى ركام تذرئة الرياح أو العكس! والذي يندرج تحت ظل المثل العامي " شختك بختك " ليعيش الخريج تحت سقف هذا المثل ويعايشه بكامل تفاصيله عندما يحصد جهد تلك السنون داخل أروقة الجامعة!!

ولماذا على الأقل لا يتم تقييمه ميدانياً من قبل الخريجين وأخذ إنطباعهم ومدى رضاهم عن هذا الإختبار أو بالأصح حائط الصد ؟

 

دمتم بود ..

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

امجاد الرجبي
كاتب وناشر
نائبة رئيس التحرير و مديرة العلاقات العامة بصحيفة صدى الحجاز الالكترونية

شارك وارسل تعليق