آبارالمدينة..

اشتهرت المدينة المنورة
 بآبارها وعيون المياه والمياه الجوفية  والأودية فيها .
و أكثر ما اشتهر من آبارها  تاريخيا ما يطلق عليها الآبار النبوية التي ارتبطت بالسيرة النبوية حيث كان  صلوات الله عليه وسلامه يستعذب ماءها 
وقد جمعت في بيتين من الشعر نظمها أبو اليمن المراغي  :
وإذا رمت آبار النبي بطيبة
 فعدتها سبع مقالا بلا وهن 
أريس وغرس ،رومة وبضاعة
  كذا بصة ،قل بئر حاء ، مع العهن 

كما قال:
بطيبة سبع آبار فزرها
ببلدة خير الخلق الله طه
فرومة بئر حاء بئر عِهن 
أريس  بُصة غُرس بُضاعة 
بئر أريس:
 أريس تعني الفلاح وفيها سقط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ،فسمي فيما بعد ببئر الخاتم،  
فيه تغسل النبي عليه الصلاة والسلام واصبح عذبا بعدما كان أجاجا. وعنده بشر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ابو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم  بالجنة . ويقع بالقرب من مسجد قباء .
بئر  البصة:
ورد ذكره في حديث ابي سعيد الخدري و لم يعد له أثر  اليوم.ومكانه معروف عند وقف البوصة والنشير بالجهة الجنوبية من الحرم النبوي الشريف .
بئر بضاعة:
تقع في دور بني ساعدة بالقرب من السقيفة  وهي بئر مليحة طيبة الماء شرب منها الرسول صلى الله عليه وسلم و توضأ بمائها ، وكان إن مرض مريض يغسل بمائها ثلاثة أيام فيعافى.
ولم يتبق لها أثر ولكن مكانها معروف .
بئر حاء:
تقع شمال المسجد النبوي الشريف جهة باب المجيدي دخلت في نطاق توسعة الحرم النبوي الشريف يسار باب الملك فهد (٢١)
تصدق بها الصحابي الجليل ابو طلحةً الانصاري  لوجه الله تعالى حين سمع قوله تعالى :( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)  وكان أكثر الأنصار مالا ونخلا وكانت بئر حاء أحب أمواله إليه رضوان الله عليه .
بئر رومة:
اشتراها الخليفة عثمان بن عفان  من صاحبها اليهودي بإثني عشر ألف درهم وجعلها وقفا للمسلمين لعدم استطاعة كثير منهم دفع قيمة الماء ،ومازالت ماءها دفاقة حتى اليوم في حي بئر عثمان .
بئر العهن:
تقع بمنطقة العوالي  مازال مكانها معروفا  وحوله عدد من الدور القديمة و قد  وضعت تحت إشراف هيئة السياحة والتراث الوطني حاليا  كغيرها من المواقع المعروفة للحفاظ على ماتبقى من معالمها .
بئر غرس:
الغرس هو الفسيل من الشجر الذي يغرس 
قال صلى الله عليه وسلم: (اذا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس ) رواه ابن ماجة
والبئر ماتزال موجودة في نهاية شارع قربان .وقد وضعت تحت إشراف هيئة السياحة والتراث الوطني .
بئر السقيا:
ويقع في فناء محطة سكة حديد الحجاز جوار مسجد السقيا ، كان يستقي منها صلى الله عليه وسلم ويسقى الجيش عند توجهه للغزوات 
 شرب منها في طريقه الى غزوة بدر الكبرى  ، و قد صلى عندها ركعتين و دعا بالبركة للمدينة وأهلها فعن أبي  قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثم صلى بأرض سعد بن أبي وقاص  بأصل الحرة عند بيوت السقيا (... ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم ، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة ..)الحديث.
وفي حديث (اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك ودعاك لأهل مكة بالبركة وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة المنورة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة ومع البركة بركتين).

عين النبي صلى الله عليه وسلم:
حيث نقر صلى الله عليه وسلم في كهف بني حرام أيام الخندق  وهذه العين على جبل سلع  وكهف بني حرام ولكنها اندثرت.
بئر عذق:
تقع  في بستان عذق  في منازل بني أني غرب مسجد قباء  وهو أول بستان نزل به النبي عليه الصلاة والسلام  ليستريح في طريق هجرته الى المدينة المنورة ، حيث جاء في السيرة (وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليستريحا في بستان يعرف ببستان المستظل، وذلك بجانب بئر "عذق" الموجود داخل البستان،حيث رفع سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه رداءه ليظلل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أشعة الشمس الشديدة، فعرفه الأنصار فسلموا عليه وصافحوه، وجاءوه بالرطب  بعذق من النخل إكراما له ) ولاتزال تروي هذه البئر البستان  حتى اليوم .
بئر الهجيم:
وهو من الآبار النبوية التي شرب منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتقع في بستان العصبة غرب مسجد قباء في منازل بني جحجبا من بني عمرو بن عوف،  ولاتزال تتدفق فيها المياه للآن .
وهناك العديد من الآبار والعيون التي اندثرت معالمها وضاعت مواقعها بحكم التوسع العمراني ،
ولاتزال الحاجة قائمة للحفاظ على ماتبقى من هذه المواقع من الآبار والآثار لارتباطها بالسيرة النبوية و لشوق المسلمين بالوقوف على موقعها واستشعار جمال تلك السيرة العطرة لخير البشر جميعا .

الكاتبة/جمال بنت عبدالله السعدي