بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 03 يونيو 2019 01:47 مساءً 0 709 0
الارهاب والعنف
الارهاب والعنف

الإرهاب والعنف

 

الكاتب / سامي اورنس الشعلان 

 

أن ظاهرة التطرف واستخدام العنف في المجتمع بمختلف أشكالها وتجلياتها تشكل ظاهرة مرضية تعبر عن اختلال في التقدير واختلاف في التصور والسلوك . إنها مظهر من مظاهر مجانبة الوسطية التي تعد خاصية متميزة نعت الله بها هذه الأمة في قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ). البقرة: 143 .
وهذه الوسطية هي التي تؤهل هذه الأمة لتقوم بالشهادة على الناس فتقيم بينهم العدل والقسط
انطلاقا من هذا فإن تشخيص ظاهرة العنف والتطرف والحكم عليها وتقويمها ينبغي أن يتم من خلال منظومة الإسلام العقدية والفكرية والأخلاقية التي ترتكز إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة .
وإذا كان ما يعرف اليوم في الأوساط السياسية والإعلامية بالإرهاب والتطرف وما شاكل ذلك من مصطلحات تحمل دلالات وإيحاءات سلبية من صنع الدوائر السياسية والإعلامية الغربية فإن الإسلام له موقف ثابت وصارم في نبذ كل ما يرتبط بلغة العنف من مفاهيم متنوعة كالإرهاب والتطرف . الإرهاب لا توجد كلمة أكثر إثارة للجدل واستخداما في مختلف وسائل الإعلام العالمية في السنوات الأخيرة مثل كلمة "إرهاب" . وبالرغم من الاستعمال الواسع النطاق للكلمة فإنه ليس هناك أدنى اتفاق حول التعريف الدقيق والمحدد والمقبول من جميع الدول والجماعات والشعوب لمصطلح "الإرهاب" .
ولذلك لم يعرف مصطلح الإرهاب في معناه الشائع اليوم إلا انطلاقا من إطلاق الغرب لهذا المصطلح في العقود الأخيرة في سياق مبادرته إلى توظيف المصطلحات عن طريق الهيمنة على اللغة الإعلامية ، فهو الذي يصوغ المفاهيم ويسوقها إعلاميا ، ويبادر إلى نعت المسلمين بالإرهاب في سياق منظومة من المفاهيم الهجومية تبدأ بالتشدد إلى التطرف فالتعصب ثم إلى الأصولية فالإرهاب . ويتطرف الغرب أحيانا عندما يصف الإسلام ذاته بأنه يغذي كثيرا من أشكال العنف والإرهاب ، في حين أن نصوصه القرآنية والحديثية صريحة في نبذ كل صور العنف وأشكال الإرهاب بالمفهوم الغربي للإرهاب
ولقد ملأت قضية ما يسمى بـ ( الإرهاب ) الدنيا, وشغلت الناس, وأصبحت حديثا مشتركًا بكل اللغات , وعلى اختلاف الحضارات, ولكن وإن نطق الجميع بالكلمة فإنهم مختلفون في تحديد معناها, فلا تكاد تعريفات (الإرهاب) تقع تحت الحصر, وكل مقرّ بنسبية المصطلح, وعدم تحدده وعدم الاتفاق على معناه, ومع أن الجميع يدعى للإسهام في حرب ( الإرهاب ) وتلك معضلة كبرى, توجب على العقلاء أن يدرسوا الأمر إذ كان همًا عامًا إن ديننا دينٌ تميز فيما تميز به بدقة ألفاظه, وتحدد معانيها وبناء الأحكام على ذلك ، فليس أمة عنيت بنصوص وحيها فدرست الألفاظ ومعانيها, دراسةً لغويةً ودراسة يتتبعُ فيها استعمالات الشارع لتلك الألفاظ كهذه الأمة .
أما وقد شاع هذا المصطلح فإن هذه الدراسة دراسة قصد بها بيان المصطلحات المتعلقة بهذا الموضوع, وأثرها في الصراع الحضاري بين الأمم .
ختاما اخواني واخواتي الأعزاء الأمن والاستقرار ضرورتان من ضرورات الحياة، تصلح بهما الأحوال، وينمو العمران، وتقام الشعائر، والإنسان  لا يجد هناء في عيشه، وطمأنينة في نفسه إلا بأمن واستقرار؛ فالخوف ينغص عليه حياته، والاضطراب والتشريد يسلبه مقومات عيشه.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الارهاب والعنف

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق