لماذا العلم أولاً ؟

الكاتبة / نورة السحيمي 

سؤال حار في ذهني كلما سرت في اتجاه بعيد عّن العلم .
لإنه يجعل من السجن جنة ، ومن الوحدة أنس ومن الفتنة مخرجاً .
طالب العلم لا يمل أوقاته كلها فرج ومرح ..
ٳن وجدته صامتا فهو إما متاملاً أو متفكرا ً
وإن تحدث أنتظر الجميع منه الكلمة بعد الكلمة 
وأصبح للمجلس نكهته التي لا يمل منها القريب والغريب .
إن انزعج غادر ٳلى كتاب يقرأ  فيه أو نوم يرتاح فيه
لا يحتاج ٳلى أموال ليكون سعيدا ولا ٳلى أسفار ولا ٳلى سهرات مرح ولا ٳلى ثرثرة أناس يملأها الغيرة والغيبة  والظنون .
طالب العلم يقدر الوقت يحترم أوقات الآخرين ويعذر غيابهم  ولا يضع أحداً منهم في محل ظن سيئ ..
متفرغا لتقويم نفسه  ، ناصح لمن احبهم وتوسم فيهم حب العدل ..
لقد خط  ابن تيمية على جدران السجن  علمه بقطعة فحم فأصبحت زنزانته مكان راحته ، وعلم كل سجين يدخل ٳليه أمور الصلاة  فجعل من سجنه رحلة دعوة  ، وقال عنه  الحافظ البزار: (ولا زاحم في طلب الرئاسات، ولا رئي ساعياً في تحصيل المباحات، مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طوع أمره، خاضعين لقوله وفعله، وادّين أن يتقربوا إلى قلبه مهما أمكنهم، مظهرين لإجلاله، أو أن يؤهل كلا منهم في بذل ماله).
صادفت إحدى  الرئيسات ، وقد اختصم فيها النسوة مابين ظلمها والانصاف لها ..
فساقتني الأقدار من حيث لا أدري لها في أكثر من موقف وفِي كل منها كنت أنا المخطئة وكانت هي التي تنهي كل شيء بحسن تصرف ولباقة ، فلم أخرج من كل المواقف بضغينة نحوها ولا كرها ً ..
وبقيت في بالي منها حكاية لا تنسى ومعروفاً له مذاق خاص وكانت لنا صولات وجولات لها رونقها ..
وقد وجدت فيها حب العلم و الأقدام عليه والتقدم فيه والمساهمة من أجل أن يستمر  فكانت تصنع العالم الذي تريده هي برغم تناقض واقعها ضدها .