بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 02 سبتمبر 2019 01:58 مساءً 0 399 0
مابين بداية ونهاية
مابين بداية ونهاية

ما بين بداية ونهاية


لا أحبذ كثيرا النهايات
إلا ماكان منها سعيدا 
و لكن ليس على نمط نهايات الأفلام العربية القديمة بزغردة الأفراح و"زفة العروس والعريس"  أو قصص الأطفال حين يتزوج الأمير بالفقيرة و "عاشوا بسلام وتبات وخلفوا صبيان وبنات "
ولا النهايات المأساوية كوفاة قيس بن الملوح الشاعر العاشق لابنة عمه ليلى العامرية جنونا ، أو العاشق قيس بن ذريح للبنى بنت الحباب الخزاعية كمدا ، ولا كنهاية روميو وجولييت التي تدمي قلوب العاشقين .
أحبذ النهايات التي تكلل نهاية مرحلة دراسية بالنجاح ، والنجاحات لمشاريع بدأت صغيرة وكبرت ،والمعارك التي خاضها الأبطال  الذين سجلت أسماءهم في لوائح الشرف فنشروا العدل والسلام والأمن و الإيمان .
أحبذ نهاية علاقة بود واحترام دون حقد أو ضغينة، 
أو مرحلة عمل بإنجاز  يضاف لسيرة مشرقة تفخر بها وتعتز.
ومع نهاية عام هجري واستقبال عام جديد
اتوقف لاسترجع ملاحما من تاريخ مشرق بهي نعتز به ونفخر ،ونأمل أن يعود لسابق عهده حيث القوة والمنعة والعزة للإسلام والمسلمين والعرب أجمعين .
ولأستجمع ملامحا لذكريات عبرت خلال هذا العام القصير جدا والذي مرت به أحداث عدة ففقدنا فيه أحبة ، و أنضم لأسرتنا  الصغيرة وعائلتنا الكبيرة أحبة، يستكملون جهد من رحلوا يحملون إسمهم و  إرثهم ويتابعون دربهم ، مع الدعاء بأن يجعل الله أيامهم خيرا من أيامنا ،وإن كان في أيامنا خير كثير وفرح كبير .. و بذات العام ألم عميق .. الأيام كفيلة بتخفيف وطأه ، ولكن لا ولن تمحه أبدا، ليضاف إلى رصيد آلام سبقت  وخمدت قد تحركها الذكرى بين حين وآخر .
أكره النهايات التي فيها قطيعة محب ،ونسيان فضل ،ونكران معروف وجحود .
وأبغض النهايات التي تشوه حقيقة، و تنكر فضيلة ،وتقطع رحما .
ولكن دوما النهايات هي نقطة بداية جديدة ، لحياة جديدة أو  لمرحلة جديدة و لعلاقة جديدة .
حتى وإن كانت العلاقة مع انفسنا إن كنا قد اغمضنا حقها ،أو حملناها فوق ما تحتمل .
نجدد الود بيننا .. ننصفها منا.. نجرد حسابتنا معها .. لنعطيها حقها رأفة بها ورحمة، فلا نجور عليها لأجل آخرين ،ولا نذهب بها الى مهاوي الردى .
نرتقي بها ونسمو .. نسخرها لما فيه خيرها أولا ، و بالتالي خير أمتها وبلادها، ومجتمعها دون  اجحاف أو إسراف.
عام جديد .. بداية جديدة بعد جردة الحساب، علّ ما هو قادم خيرا مما مضى .
وكل عام وأنتم وعالمنا العربي والإسلامي بخير حال 
علما وعملا ونصرا وعزا وفخرا .


جمال بنت عبد الله السعدي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق