بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الاربعاء, 09 أكتوبر 2019 00:28 صباحًا 0 538 0
أنا ومن بعدي الطوفان !!!
أنا ومن بعدي الطوفان !!!

أنا ومن بعدي الطوفان 

 

الكاتب / عائض الأحمد 


أتى مطأطأ الرأس على غير عادته يقلب تلك (السبحة) ذات اليمن وذات الشمال ولسان حاله  يطرح تساؤلا عجز عن فك (شفرته) و معرفة أسبابه و  ماذا صنعت أفكاره  وأي فعلا قام به  ليكون هذا جزاءه أي جحود وأي  نسيان ونكران استخلفاه منتظرا حصاده وقطف ثمار ما غرسته يداه    .

كنت اسمعه يردد هذه الكلمات محدثا نفسه!!! ولكنها وصلت إلى مسامعي دون أن تنطق شفتاه حرفا واحدا صداها فاق الأفق تعجبا وسخرية يال أفعال القدر !!!!

ثم أخذ موضعه مبتسما كعادته  مستهلا كيف تراني اليوم وأنا أُحدث نفسي ؟!
 

عندما تكبر الأنا وتصبح مصالحك وذاتك أكثر أهمية من غيرك تريد كل شئ لك وتشعر بأن حقك أولا وثانيا ومن بعدك يأتي من يأتي فهذه انانية مطلقة ليس لها  تفسير أن تمكنت منك وأصبحت جزء من شخصيتك وكأن الحياة لم تخلق إلا لخدمتك وتلبية لمطالبك ونحن نقوم على رعايتها إيمانا برسالتنا وليس  اعتقادا منك بأن كل من حولك خادما لمصالحك وهذا واجبه.

 المؤلم عندما يأتي أحد ابنائك  ويظن بأن ماتقوم به من أجله حقا مكتسب له ويجب  القيام به وهذه هي سنة الحياة أنت المسؤول عن تأمين حاجتي وإلا لن تكون  مثل كل الآباء. 

أيها الأناني  لست أنت من يحدد (أبوتي)  ولن احتاج  غراً لا يفقه معنى من أكون كي يحدد كينونتي أيها الأناني الشقي ربما لحظات طيش هاجت وفعلت بك  فعلتها فأنزلتك منزل الوقح المندفع على غير هدى لا تستطيع العودة بعدها خافظا جناح الذل من الرحمه( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).

أيها الوغد الصغير قبل أن تحاول النطق لم تكن تعلم أي ألم عانيت ومسيرا سلكت حتى تقف أمام من أخطأ من غير قصد في تربيتك فكان الدلال مذهبك ولبنة مصنعك فكانت النتيجة مسخ يقف أمام من وهب نفسه وطاقته  وجهده في زراعة أرض سبخة لن ترتوى ولن تنتج غير أملاح لو ذرت في عين الشمس لأفلت. وصرخت كسوفا من رؤية محياك.

(أبا جهاد) أرفع راسك عاليا فلم نخلق لمثل هذا هي  رسالة وصلتك على العنوان الخطأ وتستطيع إعادتها لأصحابها مع باقة ورد ودعاء .


ومضة:
يقال لماذا ندفن رؤوسنا في الرمال !!! أليس علينا أن نجدها أولا.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق