بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 14 نوفمبر 2019 01:45 صباحًا 0 448 0
وقفة مع الذات ..
وقفة مع الذات ..

وقفة مع الذات 

تتعالى بين الحين والآخر  نبرة  الشكوى جراء زيادة تكاليف المعيشة و ارتفاع الأسعار،  وليس في بلادنا فقط .. فالشكوى مستمرة ،  و الزحام أيضا ملحوظ. ومع ذلك نجد المطاعم و المحلات و مراكز التسوق على كثرتها بكل مدينة مزدحمة جدا. 
ومع الإقرار بما يشكو منه الكثير  ، فهنالك ممن ينعمون بفضل من الله بالإمكانيات المادية يسرفون في الإنفاق، و يغالون بالمظاهر  ويتباهون بما يملكون فضلا عما  ينفقون .
و رغم ضيق ذات يد البعض ، تجد من يبالغ في الانفاق على  الكماليات ، مجاراة لمن هم أثرياء فيسرف في أمور لا طاقة له بها، ،ولا يعيش في حدود قدراته من ناحية ، ومن ناحية أخرى  لا يصبر ولا يجتهد في تحصيل الرزق ، أو لا يتقن عمله  ولا يجتهد في الإحسان فيه و يميل للراحة . 
ونحن كمجتمع مسلم حتما نؤمن بالقدر خيره وشره ، وبالرزق المقدر  ، مع ضرورة الاجتهاد في تحصيله بالسبل الحلال،  والصبر  مع الدعاء ، والأخذ بالأسباب ، و التفاؤل بأن الغد أفضل.
فلكم عانى آباؤنا و أجدادنا ، و تحملوا شظف العيش و  ظروف المعيشة الصعبة، و لم يحمِّلونا العبء  ولم يجعلونا نشعر بالنقص  و لم يحملونا عبء التضحية التي يقومون بها .
ولكننا كنا نلحظ ونشاركهم مشاعرهم  ونراعي الظروف ، فلا نتطلب و لا نتطلع لما بين أيدي الناس ، و لا نرهقهم بالمقارنات .
فهذه أرزاق مقدرة ولكل نصيب فيما اجتهد.
وهناك من يحمل الدولة مسؤلية ما يعانيه من ظروف مادية .
تكاليف الحياة  صعبة اكيد ولكنها تنقص وتزداد مع أسلوب إدارتنا لحياتنا 
الدولة جزاها الله خيرا لم تقصر في إتاحة التعليم   حتى مرحلة الجامعة ، والتي يصرف فيها  مكافأة للطلاب والطالبات من ميزانية الدولة تحفيزا لطلبة العلم و على أعلى المستويات  داخليا وخارجيا ، و لتأمين احتياجاتهم الأساسية ومساعدتهم في المصاريف 
ونادرا ما نجد  دولة تدفع مكافآت لطلبة العلم .
وبالنسبة للوظائف
 و الدولة  اتخذت من القرارات واقامت من المشاريع ما يوفر فرص وظيفية للمواطنين والمواطنات بعشرات الالاف 
و بالواقع الدولة ليست ملزمة بتوظيف كل خريج وخريجة . 
من لم يجد مجالا للعمل الحكومي فالمفترض  به التوجه  للقطاع الخاص و إثبات جدارته فيه وحسن اختيار تخصصه،  أو لبناء عمل خاص به ، و لمن لا يتمكن من اختيار مجال يتفق مع قدراته و إمكانياته أقامت له الورش والدورات التدريبية  ، لتأهيل شباب الاعمال وتأمين الدعم المادي والمعرفي ليتمكنوا من ادارة اعمالهم .
وبالتالي لا بد من بذل الجهد و الجدية في العمل و ليس من مسؤلية الدولة نجاحهم او فشلهم
وليس من مسؤلية الدولة  ما يمارسه البعض من الهدر والإسراف على الكماليات أو ارتكاب المخالفات المرورية .
وليس من مسؤلية الدولة  فشل المشاريع التي لا تلتزم بدراسات الجدوى ،وحسن الإدارة. 
فالعمل الحر يحتاج الى صبر و إصرار وعزيمة ومثابرة  حتى يؤتي ثماره كما الشجرة نزرعها وننتظر طرح ثمارها.
نسأل الله التوفيق لبلادنا في كل ماتسعى اليه وللمواطنين والمواطنات المتعلمين و لخريجي الجامعات وأصحاب الأعمال جميعا.

أيها الشباب
نحتاج الى وقفة من الذات لنضع النقاط على الحروف ، وليتحمل كل مسؤلياته .
لاتسأل ماذا قدم لي الوطن
بل قل لنفسك ماذا قدمت انا للوطن.

جمال بنت عبد الله السعدي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق