بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الثلاثاء, 10 ديسمبر 2019 02:14 مساءً 1 1112 0
براعم طيف
براعم طيف
براعم طيف
د . صلاح عبدالله العرابي
أنساب في مجرى لازوردي محاط بالوحدة والرمال البيضاء تُداعب ظلمته الحالكة فقد انسكب رحيق وحدته بين تيهٍ مبحوح لم يتوقف وهو بعد لم يصل إلى منفاه ذلك المنفى المُتجذر بالأشياء الصامته والأحلام المتأرجحه بين تلك السنابل التي هبطت على وجنتيها أصداف الغبار وتلك القناديل المضاءة بأرقٍ يحتضن تراتيل الوجع على الشفاه اليابسه المُستكينه. فقد توهج ليله في ذلك المنعطف ليتسع لمزيد من الآهات التي ترتفع شامخة كالريح بكل النواح ومتاعب الشوق الطويل.
لم يركض على صفحة ذاكرتها وأي أرض مدهشة تلك التي كانت تئن تحتها . تدفق ذلك النور برفق هادىء ليغمر ذلك الوجه الشفيف المترف بالجمال. نظرات ثاقبه حولت هدوءها إلى ظلال متحركة تسعى إلى لاشيء. سكونها في تلك البرهة كان قيثارة أمل حيث كانت عيناها تدور بقربها وتناظر نقطة قد لاتوصف بأنها ساكنة ولكن كان يأمل أن تكون كذلك لا لشيء وإنما لتعني له كل شيء.
هكذا أرادها أن تكون بينما هي ارتعشت أمامه لتكون كما أرادت هي أن تكون نجمٌ سابحٌ في محيطه تدور به أو ربما بقربه أنجمٌ لا ترقى لأن تتلألأ في مساره ليس لأن أضواءها خافته بل لأن مافي داخل وجدانها أحاسيسه قد لامست الإنطفاء حتى غابت منذ أن صرخت تلك الإبتسامة التي حبت بها في هذا الزمن العار والمُر بماءٍ يائس مليء بالعطش.
كانت تعرف ماذا كان ينتظرها حينما تغادر شُرفة الظل المزروع في أعناق الفرح الماطر ولذلك كان كل شيء فيها منتشياً حتى قاع أغواره بل ربما كانت في تلك اللحظات تغادر عبر شواطيء ذكرياتها لتجود عليها برقصة أمل وهذا ما أشعل مابداخلها لتسيطر على أجنحة الطل الفارح .
لم تعرف بأن تلك البارقة التي كانت تتأبطها ماثلة للعيان أمامها وكان هو يعرف بأن صمتها قد فر من بين يديه ولم يعد صمتاً وإنما أحجاراً متناثرة من أبجدية النسيان.حاول والسواد يتوشحه أن ينظر إليها مرة أخرى حتى كادت نظراته أن تقفز من خلال ماكان يرتديه لا لشيء وإنما ليداعب الأمل أمله..ألوان مرحه كانت تعيش داخلها والنفس بريئه إلى درجة أن السحب لم تتوقف عن مدخل الجبل وبالرغم من ذلك فالأحلام كانت صيفيه ورذاذ المطر يحلم بالهطول على أوردة ذلك المارد.
تُرى هل يخرج من بوتقته ليصبح في وجه الذكرى ليسمو لديه مرة أخرى الأمل وكيف يسعى لذلك إذا كان الألم لم يُسعف نسيج جلده وهو يئن ببوادر الصدى في الخطوات الثقيلة ولكن هل ذلك واقعاً أم سراباً رطباً قد عبر به إلى جزيرة نائيه كَظَّه بأسماكٍ وليدة لاتقوى على الفرح و بين ماهو قد غاب في ماكان يعبث به امتدت بعضاً من أصابعه لتداعب بعضاً من شعيرات ماهو منثور بشكل عشوائي تحت أنفه خرجت لتجسد الحقيقة في مدار عينيه خرجت بكل رغبة لتهرب إليه. لم تكن قد غادرت تلك اللحظة من الفرح بل كانت تعيشها بحقيقتها وخيالها فقد كانت تعرف بأن ذلك الضوء من جسد الليل العتيق قد تسرب إليها من خلف مراكن الأطلال الناعسة بالقشعريرة.
كانت تعيش أمامه ومن خلاله كل الفصول الأربعة فيما كان هو فقط يعيش في فصل الحقيقة
فهل تكفي في زمن الفرح والزنابق السوداء في ذاكرته لازال يخطفها ذلك الوجه القديم !!
ذلك الوجه الذي يُهنىء الفجر عند حقول الورد وحفيف الزهر وأفياء النعيم !!
ذلك النعيم الرافل بالضوء نحو براعم الموج في فمِ الريح وخطو ذلك الليل البهيم !!! .
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
براعم طيف، د . صلاح عبدالله العرابي

محرر الخبر

عامر جمعه
كاتب وناشر
المدير العام

شارك وارسل تعليق