الحيرة ما بين .. وبين.
تساؤلات لطالما تموج في بالي وتشغل فكري في غالب الأيام ، وتؤرقني حقًا بين الحين والآخر .
مابين إحساس الأهل بالمسؤولية ، و بين فسح المجال أمام الأبناء لشق طريقهم بأنفسهم ، و الاستفادة من تجاربهم .
مابين الخوف عليهم من عثرات الطريق ، وغدر الرفيق .. وبين تركهم لتنضج شخصياتهم على وقع مطبات قد تواجههم ، وتمضي الأيام في محاولة نزع أشواك تنغز في راحتيهم ، أو لسعات تنال من راحة أنفسهم .
ويستمر الصراع ما بين محاولتنا لتوفير المشقة عليهم ،ودرء الألم عن أرواحهم ، وبين اعتقادهم أنا نحول بينهم وبين ما يرومون إليه ، و ما يحلمون به ، أو ما يسعون إليه جهدهم .
بعض التجارب أو المغامرات جديرة بالمحاولة، وبعضها أشبه بإلقاء النفس بالتهلكة ، كمن يلقي بطفله بالبحر كي يعلمه السباحة مثلا ، أو يهوي به من قمة جبل كي يعلمه الطيران .. أو يمسكه دفة الربان في بحر هائج ، اًو عجلة القيادة ولمّا يتدرب بعد على قواعد المرور وآداب و أسلوب القيادة الصحيحة.
بعض الأمور جلية لا تحتاج إلى تنظير ، وبعضها لا بأس بمنح فرصة للمحاولة ، وبعضها بسيط كتعريض الطفل للسعة فنجان شاهي حار كي يدرك لماذا نمنعه عن الإمساك بالمواد الحارة كمثال ، وبعضها يحتاج إلى تريث إلى حين التمكن بالأدوات، و التمتع بالكفاءة والقدرة على تحمل نتائجها.
لا يدرك حجم خوف وقلق الآباء والأمهات على أبنائهم وبناتهم إلا بعد أن يصبحوا هم آباء وأمهات .
الحياة دروس مستفادة من خبرات من سبقونا ولكن للأسف كل منا يريد أن يكون له تجربته الخاصة وإن اكتوى بالنار .
سيظل الابن إبنا .. ويظل الأب أبًا
وتطل الابنة بنتا .. وتظل الأم أمًا
ولو بلغ الأبناء والبنات والآباء والأمهات من العمر ما بلغوا .
الكاتبة/ جمال بنت عبد الله السعدي