بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الجمعة, 20 ديسمبر 2019 02:57 صباحًا 0 442 0
الحيرة ما بين .. وبين.
الحيرة ما بين .. وبين.

الحيرة ما بين .. وبين.

 


تساؤلات لطالما تموج في بالي وتشغل فكري في غالب الأيام ، وتؤرقني حقًا بين الحين والآخر .
مابين إحساس الأهل  بالمسؤولية ، و بين فسح المجال أمام الأبناء لشق طريقهم بأنفسهم ، و الاستفادة من تجاربهم . 
مابين الخوف عليهم من عثرات الطريق ، وغدر الرفيق .. وبين تركهم لتنضج  شخصياتهم على وقع مطبات قد تواجههم ،  وتمضي الأيام في محاولة نزع أشواك تنغز في راحتيهم  ، أو لسعات تنال من راحة أنفسهم .
ويستمر الصراع ما بين محاولتنا لتوفير المشقة عليهم ،ودرء الألم عن أرواحهم  ، وبين اعتقادهم أنا نحول بينهم وبين ما يرومون  إليه ، و ما يحلمون به ، أو ما  يسعون إليه جهدهم .
بعض التجارب أو المغامرات جديرة بالمحاولة،  وبعضها  أشبه بإلقاء النفس بالتهلكة ، كمن يلقي بطفله بالبحر كي يعلمه السباحة مثلا ، أو يهوي به من قمة جبل كي يعلمه الطيران .. أو يمسكه دفة الربان في بحر هائج ،  اًو عجلة القيادة ولمّا يتدرب بعد على قواعد المرور  وآداب و أسلوب القيادة الصحيحة.
بعض الأمور جلية لا تحتاج إلى تنظير ، وبعضها  لا بأس بمنح فرصة للمحاولة ،   وبعضها بسيط كتعريض الطفل للسعة فنجان شاهي حار  كي يدرك لماذا نمنعه عن الإمساك بالمواد الحارة  كمثال ، وبعضها يحتاج إلى تريث  إلى حين التمكن بالأدوات، و التمتع بالكفاءة والقدرة  على تحمل نتائجها.
لا يدرك حجم خوف وقلق الآباء والأمهات على أبنائهم وبناتهم إلا بعد أن يصبحوا هم آباء وأمهات .
الحياة دروس مستفادة من خبرات من سبقونا ولكن للأسف كل منا يريد أن يكون له تجربته الخاصة وإن اكتوى بالنار .
سيظل الابن إبنا .. ويظل الأب أبًا
وتطل الابنة بنتا .. وتظل الأم أمًا 
ولو بلغ الأبناء والبنات  والآباء والأمهات من العمر ما بلغوا .

 

الكاتبة/ جمال بنت عبد الله السعدي

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق