التعليم المدمج ..
التعليم المدمج "عبارة عن بيان يشير إلى نظام تعليمي يمزج بين التعلم عبر الإنترنت والتعلم التقليدي في الفصول الدراسية. ويقدم أفضل ما في العالمين من خلال تزويد المعلمين بالأدوات اللازمة لنشر دروسهم عبر الإنترنت، مع إتاحة الفرصة للطلاب للتفاعل في الوقت الفعلي، يوفر هذا النوع من التعلم المزيد من الفرص للطلاب، الذين غالبًا ما يهتمون ببعض المهام أكثر من غيرها. لا تخلو أنظمة التعليم المختلط من بعض التحديات، حيث توجد بعض الجوانب السلبية لهذا النوع من النظام أيضًا. على سبيل المثال، قد يكون من الصعب على المعلمين أو الطلاب التنقل بين هذين النوعين من بيئات التعلم بسلاسة.
مفهوم التعليم المدمج:
هناك من يُعرِّف التعليم الـمُدمَج، من وجهة النظر القائمة على أن التعليم الـمزيج، ما هو إلا مزج بين استخدام شبكة الإنترنت والتعليم التقليدي، والتعليم الـمُدمَج يقوم على استخدام التقنيات الحديثة في التدريس، دون إهمال الواقع الـمعتاد، والحضور والانصراف الـمدرسي، ويتم التركيز على مهارات التفاعل الـمباشر في الصفِّ الـمدرسي، عن طريق استخدام آليات الاتصال الحديثة، كالحاسوب وشبكات الإنترنت.
وببساطة يمكن تعريف التعليم الـمُدمَج بأنه:
طريقة للتعليم تهدف إلى مساعدة الـمتعلِّم على تحقيق مُخرَجات التعليم الـمستهدفة، وذلك من خلال الدمج بين أشكال التعليم التقليديَّة والتعليم الإلكتروني بأنماطه داخل قاعات الدِّراسَة وخارجها.
نماذج التعليم الـمُدمَج:
النموذج الذي يعتمد على تطوير الـمهارة: وهو يجمع بين التعليم الذاتي ومدرِّب أو معلِّم؛ لييسِّر دعم وتطوير الـمعرفة.
النموذج الذي يعتمد على تطوير الـموقف والاتجاه: وهو يمزج مختلف الأحداث ووسائل تقديمها الـمختلفة؛ من أجل تطوير سلوكيات معينة، ويكون هناك تفاعل بين الطلبة.
نموذج التعليم الـمُدمَج الذي يعتمد على تطوير الكفاءة: يمزج الأداء والأدوات الخاصة بالدعم له مع إدارة مصادر التوجيه؛ من أجل تطوير الكفاءات في الـمكان الخاصِّ بالعمل، وذلك من أجل نقل الـمعرفة والتحصيل عليها، ويتطلَّب ذلك التفاعل مع الخبراء ومراقبتهم.
الفوائد والـمزايا للتعليم الـمُدمَج:
يشعر الـمدرس أن له دورًا في العمليَّة التعليميَّة، وأن دوره لم يُسلب، ويُسهم بإثراء الـمعرفة الإنسانيَّة، ورفع جودة العمليَّة التعليميَّة، ومن ثم جودة الـمنتج التعليمي وكفاءة الـمعلِّمين
لاستفادة من التقدُّم التكنولوجي في التصميم والتنفيذ والاستخدام، وتوفير طريقتين للتعلُّم يمكن للفرد اختيار إحداهما، بدلًا من الانسياق لطريقة واحدة
يعالج مشكلات عدم توفُّر الإمكانات لدى بعض الطلاب، وعدم حرمانهم من متعة التعامل مع معلِّميهم وزملائهم وجهًا لوجه.
يتناسب مع الـمجتمعات في الدول النامية، التي لم تتوفر لديها بيئة إلكترونيَّة كاملة، ويُسهم في زيادة التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات؛ للاستفادة من كلِّ ما هو جديد في العلوم.
يحافظ على الروابط الأصليَّة بين الطالب والـمعلِّم، وهو أساس تقوم عليه العمليَّة التعليميَّة، مع إتاحة الفرصة للوجود بعيدًا عن قيود الزمان والـمكان، والحصول على الـمعلومة في وقتها.
دور الـمعلِّم في بيئة التعليم الـمُدمَج:
فهم خصائص الـمتعلِّمين واحتياجاتهم.
تشجيع الـمتعلِّمين على استخدام أدوات التواصل الإلكتروني الـمختلفة.
توجيه الـمتعلِّمين إلى مصادر الـمعلومات، سواء كانت كتبًا إلكترونيَّة أو مواقع الويب.
تحويل بيئة التعليم إلى بيئة ديناميكيَّة، تتمحور حول الطالب.
الـمشاركة في وضع وتطوير الـمقرَّرات بما يتوافق مع متطلَّبات التعليم الإلكتروني.
دور الـمتعلِّم في بيئة التعليم الـمُدمَج:
الرغبة في التعليم في بيئة التعليم الإلكتروني.
الإلـمام بقدر مناسب من الثقافة الكمبيوتريَّة، وأن تكون لديه الـمهارات الأساسيَّة على الأقل الاستخدام الإنترنت.
القدرة على استخدام بعض خدمات الإنترنت، وأدوات التواصل والتفاعل الإلكتروني الأكثر شيوعًا، التزامنيَّة وغير التزامنيَّة، كتصفح الـمواقع، والبحث عن الـمعلومات، وخدمات البريد الإلكتروني، ونقل الـملفات، وإدارة التعليم والـمحتوى الإلكتروني.
أن يكون نشطًا في استكمال التكليفات والواجبات الـمطلوبة منه خلال تعلُّمه.
العوامل اللازمة لنجاح تجربة التعليم الـمُدمَج:
توفير الظروف اللازمة للنجاح ويشمل ذلك:
تحديد جميع الأهداف الـمطلوب تحقيقها من البرنامج
توفير الدعم
توفير التمويل الكافي لنجاح البرنامج واستمراريته
التخطيط.
التطبيق.
التطوير.
متطلَّبات تعيق التعليم الـمُدمَج ومنها:
الـمتطلَّبات التقنيَّة:
توفير مقرَّر إلكتروني لكلِّ مادة.
توفير نظام الإدارة التعليم.
تحديد مواقع يمكن الاتصال بها.
توفير نظام إدارة الـمحتويات.
توفير برامج التقييم الإلكتروني.
الـمتطلَّبات البشريَّة:
الـمعلِّم:
القدرة على تحويل كلِّ ما يُدرِّسه للطلاب بالطريقة التقليديَّة إلى عرض حاسوبي.
أن يكون لديه القدرة على البحث في الإنترنت عن كل جديد.
البحث عن مكونات مقرَّره، وتجديد معلوماته بصفة مستمرة.
عقد اختبارات على الـموقع.
أن يكون لديه القدرة على تصميم الاختبارات بنفسه، ويعمل على تحويل الاختبارات الورقيَّة إلى إلكترونيَّة.
الطالب:
يعرف أنه مشارك فعال في العمليَّة التعليميَّة.
له دور في التواصل مع الـمعلِّم للوصول للهدف.
القدرة على التعامل مع الحاسوب والبريد الإلكتروني.
أن يشعر الطالب بأنه مشارك وليس "متلقيًا".
التحدث عبر شبكات التواصل.
خطوات بناء إستراتيجيَّة التعليم الـمُدمَج:
التحليل الرباعي لعناصر القوة، والضعف، والتهديدات، والفرص.
تحليل احتياجات كلٍّ من الأطراف الأساسيَّة.
تكوين الرؤية الإستراتيجيَّة للمؤسَّسة.
تكوين رسالة الـمؤسَّسة والخارطة الإستراتيجيَّة.
تكوين الرؤية الإستراتيجيَّة للمؤسَّسة.
عوامل تدعيم إستراتيجيات التعليم الـمُدمَج:
يكون الـمعلِّم والطالب كلاهما قادرين على استخدام تقنيات التعليم الحديثة
وتوفير البنية التحتيَّة، والتي تتمثَّل في خطوط الاتصال والكوادر الـمدربة
توفير الأجهزة اللازمة والبرمجيات لهذا النوع من التعليم
عوامل تُسهم في إنجاح التعليم الـمُدمَج:
التواصل والإرشاد
العمل التعاوني على شكل فريق ويحتاج إلى:
تفاعل
تحديد أدوار
مشاركة أفكار
تشجيع العمل الـمبهر الخلَّاق.
الاختيارات الـمرنة مثل:
الحصول على الـمعلومات بدون الذهاب إلى مكان محدَّد لطلبها.
التعليم بشكل سابق للشرح.
خوض اختبارات كثيرة ومرنة للوصول للمعلومة.
الفهم يكون بشكل مرن أيضًا.
إشراك الطلاب في اختيار الخليط الـمناسب (التعليم على الخطة العمل الفردي، الاستماع لمعلِّم تقليدي، القراءة من مطبوعة، البريد الإلكتروني).
إرشاد مستمر.
تبادل الخبرات.
نقاط الضعف في انظمة الدمج الحاليَّة:
تحتاج إلى مجهود ذهني عالٍ من الـمعلِّم، لتحضير الفيديوهات والـمواد التي ستطرح على الـمنصات التعليميَّة.
تمثل عائقًا للأطفال الذين لم تُتحْ لهم فرصة للتعامل مع الأنظمة الذكيَّة الإلكترونيَّة.
إذا حدث عطل شبكي يكون بذلك قد توقف الاستذكار والاتصال التعليمي.
غياب الواجب الـمكتوب يمثل للطلاب الإحساس بعدم جديَّة التعليم.
الانخراط في التكنولوجيا شيء مطلوب لاكتساب الخبرات، ولكن يزيد من نسب الانغلاق النفسي.
الحلول الـمقترَحة:
إعداد الـمعلِّمين فنيًّا، وتجهيز الطرق اللازمة والواجبة تكنولوجيا.
شراء الـمعدات اللازمة للعمل الإلكتروني.
تطبيق نظام الدمج على أول شهر دراسي فقط لمعرفة وقياس جوانب عديدة:
عدد الطلاب الـمتفاعلين، ونسبة تحصيلهم.
عدد الطلاب الـمتخاذلين، وأسباب تقصيرهم.
تعامل الـمعلِّمين مع ذلك النظام، هل هو مناسب معهم أم لا.
ما الـمعوِّقات التي تقف أمام الـمعلِّم.
الحصول على درجات الطلاب في الامتحانات، ومعرفة الـمنسوب العامِّ للنجاح.
كتبته / أ.د. عائشة بليهش العمري