بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 23 ديسمبر 2021 06:07 مساءً 0 522 0
عادات العرب من مكارم الاخلاق
عادات العرب من مكارم الاخلاق

عادات العرب من مكارم الاخلاق

 

بُعث سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا ليخرجنا من ظلمات الشرك والجاهلية إلى نور الاسلام والتوحيد .
وقال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) 
ومن هذه الاخلاق الكريمة الجيرة أو المنعة لأي انسان أستجار بأخر نتيجة جرم وقع فيه حيث يتم أيواءه وحمايتة وردع أخصامه من البطش به أو الأعتداء على (المعفي) البريء من عصبة الجاني حتى يتم التداول إلى حكم أو حلول لهذا النزاع والتسوية بأي شكل يوافق الدين والاعراف . 
إلا أن بعض العادات لاتصلح لكل زمان ومنها الجيرة في ظل القانون وقوة الدولة .
وقبل شهر صدر قرار مُوفق من أمير منطقة عسير بمنع الجيرة .
نعم الجيرة من مكارم الأخلاق ودليلاً على مروءة وشهامة العرب ومنها إجارة مطعم بن عدي لسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد طرده من أهل الطائف ، ومنها إقرار سيدي رسول الله صلى الله لأم هاني (أجرنا من أجرتي يا أم هاني) ولعل أعظم مواقف الجيرة في هذا الزمان ما قامت به أمنا الشيخة/ نورة بنت عبدالله العسيليه الشهرانية من جوار قاتل أبنها ثم العفو عنه لوجه الله تعالى .
ولكن هذه العادات ما عادت تصلح لهذا الزمان لعدة أسباب منها:-
١. أن الأصل في الجيرة والحماية هي القوة والقوة بيد الله ثم بيد الدولة وليست للقبيلة .
٢. أن الجيرة صارت في هذا الزمان خندق يلوذ به الجاني ويتبع هذا الجرم الوساطة ودور وجهاء القبائل ثم المزايدات والمتاجرة وسمسرة الدماء .
٣. يبرز دور الطواغيت وما يسمى بمقطع الحق وأحكام العرف التي تخالف شرع الله.
٤. الجنايات محددة شرعاً وقانوناً لكل فعل من السجن والقصاص والجلد والأرش . أما الوجه القبلي فقد يصل إلى عقد من الزمان والجاني من وجه إلى أخر وكأننا نعيش بالجاهلية وقد تصل الديات إلى عشرات الملايين .
٥. مع كثرة السفهاء والأموال وقلة الدين والعقل أصبحوا أهل الجيرة عرضة لأن يكونوا طرف ثالث في الجريمة من خلال قطع الوجه وهذا أعظم قسوة والماً من الفعل ويعتبر أحتقار وتعدي فوق العادة على رجال شرفاء غايتهم قصر الشر وفك النشب .
والجناة متكلين ومحتزمين بقبيلتهم التي سوف تدفع ماتحكم به الطواغيت من أموال ويمين غموس بعيداً عن أروقة المحاكم الشرعية.
والحلول لهذه التجاوزات هي  أن على جميع المشائخ والنواب وعقلاء ووجهاء القبائل  التضامن حول هذا القرار الحكيم .
كما أناشد في مقالي هذا معالي النائب العام للعمل  على أصدار قرار عقوبة مغلظة معلنه بحق أي شخص يعتدي على معفي أوبريء لاذنب له ، والتاكيد على الجميع أن الدولة هي الجهة الوحيدة التي تكفل سلامة الجميع .
الجيرة في هذا الزمان صارت معضلة ومن اسباب الفتنة والبلاء بين القبائل ولا عادت هذه العادة صالحة لهذا الزمان ولا لأهله . 


الكاتب / فلاح بن هادي الوتيد الشهراني .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق