صحيفة صدى الحجاز الالكترونية / بقلم الاختصاصية الاجتماعية صالحة نصيب حمد / دبي الإمارات
بين فترة وأخرى يخرج لنا من بين أصحاب العقول النيرة ،والذين استخدم آباؤهم العصي في تأديبهم وتربيتهم (ليس الكل ولكن البعض) ليقول ويتشدق ويطالب بمنع الضرب بشتى أنواعه سواء كان خفيفاً أو ثقيلاً ،ونقف معه في منع الثقيل منه ،ولكن لانرفض الخفيف الذي لايسبب الضرر ،ولا يلحق الأذى في المضروب ،وأن يصدر من أحد الوالدين فقط أو المعلم (عند عجزه وفشله في النصح المتكرر واستنفاذ كل الأساليب الممكنة) ،الضرب أوصانا به حبيبنا وسيدنا المصطفي لاستخدامه في التأديب،لذا يجب عدم تحريمه ومنعه نهائياً ،بداعي التعقد نفسياً ،وإهانة لشخصيته ،وابتذالاً لإنسانيته ،وتؤثر على سلوكياته ،هذه المصطلحات الغربية التي تدفقت إلينا كالشلال أو السيل المندفع بقوة ،ليخلط الحابل بالنابل ،ويلقي هيبة الوالدين ،وهيبة المعلم .
سؤال هل هناك هيبة أو احترام للوالدين او للمعلم ستكون عند الأبناء ؟ فمن سيحترمون ويقدرون ؟ إذا سقطت هيبة الإثنين عمود التربية والتعليم والقدوة،فمن سيكون لهم قدوة وناصح ومرشد ومربي ومعلم !!!!؟؟؟
كل منا ذاق الضرب في صغره ،حسب الموقف وشدته، بين الخفيف والعنيف ،أو حتى كلمة قوية هزته وأعادته لطريق الصواب ،ولكن كل ذلك أخرج أجيالاً شادت بهم الأوطان وافتخرت ،وقامت النهضة والعمران على أكتافهم ،فأين العقد النفسية التي توجد لديهم ،وأين سلوكياتهم المنحرفة ؟
إذا ضربته سوف يلجأ للكذب والعدوانية ، لماذا لم تبرز في أجيال تربت علي القدوة الحسنة والضرب التأديبي غير المبرح،فهل من مجيب ..!!؟؟
اليوم تمت المناداة وسُنَّت القوانين التي تجرم وتحاسب الوالدين والمعلمين ،إذا تعرض الأبناء للضرب المؤدب الخفيف ،فالغرامة والتعهد والاعتذار للأبناء عما بدر منهم !!فهل سيحترم هؤلاء الأبناء آباءهم بعد اليوم !!؟؟؟
الغرب صدَّر معلومات ودراسات مغلوطة ،نشرها أصحاب المهن التي تدر أرباح خيالية عليهم ،نتيجة لمعالجة أشخاص تعرضوا ليس للضرب الخفيف ولكن لمن تعرض للعنف المفضي للعاهات ،وهو المرفوض لدي الجميع ،ولكن أصحاب المصالح أبوا إلا أن يعم ويشمل الجميع تقريرهم ،وعدم التفريق بين أنواع الضرب حتي أصبح أبناء الغرب سيوف وخناجر وبنادق تطلق منها شرارات الموت نحو صدور آبائهم وامهاتهم ومعلميهم ،والكل يعلم بتلك المجازر التي راح ضحيتها الآلاف من هؤلاء بأيدي الآبناء ،لأنهم فقدوا بوصلة الطريق ،في التفريق بين المسموح والممنوع ،احترام الوالدين مقدس قال تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) واحترام المعلم وحفظ هيبته وكرامته ،فداسها الصغير دون أن يدرك خطورة مافعل ،لأن القوانين كانت تسانده منذالبداية ،فكانت هذه هي النهاية ..
صيحة في الوقت الضائع
فهاهو الغرب يطلق صيحات الاستغاثة ،وحدث هذا من أكثر من سبع سنوات تقريبا ،عندما نادى بعض الآباء بعودة الضرب والعقاب في المدارس وفي البيوت،من أجل المحافظة على الأبناء أنفسهم أولاً ،لأن مايقومون به من قتل وضرب معلميهم وأهاليهم يستدعي وضعهم في السجون اودور الرعاية والإصلاح ،فهل هذا مانريده نحن أيضاً لأبنائنا !!!؟؟؟