الاعلامية/ هيفاء الزهراني
في اواخر القرن ال ١٨ م ، رأت امرأة عشرينية في القصيم في منامها رؤيا عجيبة صنفت كإحدى اعجب الرؤى في التاريخ !.
في عام ١٨٨٥م رأت امرأة في منطقة عنيزة بالقصيم رؤيا من أعجب الرؤى ، وكانت هذه المرأة حديثة الزواج ولم يمضي على زواجها سوى بضعة أشهر ، وزوجها كان رجل له ذاع في تفسير الاحلام ويدعى ناصر، وكان مشهور بعلمه الواسع بمجال تفسير الرؤى والاحلام …
لكن ناصر ، لم يكن يعلم أنه على أعتاب أن يفسر رؤيا لزوجته مفزعة وعظيمة كهذه ستغير حياتهم بالكامل ، ولكن أقدار الله أخذت مجراها كما كتبها سبحانه ، وبالفعل استيقظت المرأة في صبيحة احدى الايام وهي ترجف خوفاً ويملأ قلبها الحيرة والقلق فقد شاهدت في منامها أنها تبول في محراب المسجد الجامع ! ويا له من حلم مفزع.
اخذت ساعات تفكر في المنام وتحاول أن تصرف النظر عنه ولا تخبر زوجها فيكون تفسيره صاعق عليهم ، وبعد تفكير طويل .. قررت أن تخبر زوجها عن الرؤيا ، ودعت الله أن يكون تفسير الرؤيا خيراً، وذهبت لزوجها وقصت له الرؤيا، فتعجب ناصر و دمعت عيناه وقال لها : أنك ستنجبين إماماً للمسجد الجامع ، فاخذت تبكي فرحاً وارتاح قلبها، وتمضي السنين حتى جاء عام ١٨٨٩م حملت المرأة بمولود ولدته في اواخر عام ١٨٨٩م، وسموه عبدالرحمن، ونشأ على القرآن وحفظه وأتقنه وعمره احد عشر سنة، ثم تعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء، فاجتهد ونال الحظ الأوفر من كل فنون العلم الشرعي...
ولما بلغ من العمر ثلاثاً وعشرين عام جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ١٣٥٠ صار التدريس في بلده راجعاً إليه، ومعول لجميع الطلبة في التعلم، ولم يصبح أمام الجامع الكبير فحسب، بل أصبح احد اشهر العلماء في بلده والجزيرة العربية كافة.
واليوم له مصنفات ترجمت بعدة لغات ونتعلم منها وموجودة في كل مواقع تفسير القرآن، إنه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، صاحب مؤلف تفسير السعدي المشهور وعدة مصنفات اخرى في تفسير القرآن وعلومه.
ومن الذين تتلمذوا على يد الشيخ عبدالرحمن السعدي، الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمهم الله جميعاً.