الشيخان العتيق والعنزي في العلا لمحاضرتين عن خطر جماعتي الإخوان والتبليغ،وفي زيارة لمجلس عشيرة البدنة.
العلا _ منى أبوحمود
::::::::::)
في إطار الحملات الوطنية المحمودة التي يقودها ويترجمها مجموعات من الدعاة وأهل الفكر المستنير والتربية والتعليم والكتاب والإعلام الوطني المتسقة والمنسجمة مع السياسة السعودية الحكيمة، والقيادة العليا الرشيدة لاستنهاض الوعي الفكري الوطني المعتدل السليم وضرورة استشعار خطر التنظيمات الفكرية الإرهابية المسيسة التي امتطت صهوة الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الوسطية السمحاء
حظيت محافظة العلا ببرنامج زيارات من الشيخين حمد العتيق وفيصل العنزي حملت طابع المسؤولية الاجتماعية للمرضى المنومين في مستشفى الأمير عبدالمحسن وللمساجين في إدارة سجن العلا.
كما حظيت مساجد العلا بمحاضرات دعوية فكرية وكلمات وعظية متنوعة على مدار يومين لذات الشيخين أبرزهما محاضرة في جامع الشويكان بعنوان: ( التحذير من جماعة التبليغ وبيان خطرها )
ومحاضرة أخرى في جامع الملك فهد بعنوان: ( أساليب جماعة الإخوان في إفساد المجتمع ) التي بدا جليا وجميلا توزيع هذه المحاضرة بين الشيخين بفرعين لكل منهما الفرع المستقل ليتحدث من خلاله حول محور معين من محوري المحاضرة تحت عنوانها الرئيس الذي يختزل خطر جماعة الإخوان كواحدة من التنظيمات الإرهابية بحسب تصنيف السلطات الأمنية السعودية وبالتالي تصنيف الدولة لهذه الجماعة التي أهلكت الحرث والنسل منذ أكثر من 80 عاما وأدخلت البلاد والعباد في أزمات ومجاعات وفقر ودمار وحروب وخيانات للأوطان عطلت كثيرا مسيرة تنمية الأوطان حيث يتجلى خطرها الشرس وقت مرور الأوطان بالأزمات والأخطار منذ حركات النضال العربية في كل أرجاء الوطن العربي في معارك الشعوب مع التحرر من الاحتلال وربقة الاستعمار الأجنبي مرورا بأزمة الخليج الثانية بعد غزو صدام حسين الغاشم للكويت والاعتداء على الحدود السعودية إلى ما يعانيه اليوم الوطن العربي وشعوبه في 5 دول تعيش في أتون الفتن والقتل والتدمير والتشريد والإرهاب.
وكان لتنظيم الإخوان الإرهابي الدور الرئيس الدموي الجلي في هذه الأوطان.
استهل الشيخ العتيق محاضرته بالتقعيد العقائدي والتجذير التاريخي لفكر جماعة الإخوان بنبوءة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الفرق المارقة الخارجة عن صحيح الدين التي تمرق من الدين مروق السهم من الرمية.
والتي سيحقر صحابته صلاتهم إلى صلاة هذه الفرق فصدق فيهم قول رسول كريم لا ينطق عن الهوى عندما ظهرت بعد ذلك فرقة الخوارج.
ثم استعرض الشيخ العتيق في تشريح مجهري نقدي لخطر تنظيم جماعة الإخوان وعوالمه السرية ساردا بعض الأقوال الشاذة والأفكار المدمرة والشواهد التاريخية الدامية من خلال تأصيل فكر هذه الجماعة ومرجعيتها الفكرية والحركية لفرقة الخوارج في التاريخ الإسلامي إلى أن وصل الشيخ العتيق في سرده إلى المفصل التوعوي الرئيس في عنوان محاضرته (جماعة الإخوان الإرهابية وخطرها الفكري والحركي المعاصر على الإسلام وأمن الوطن) فقعد فقهيا لفكرهم وأصول منطلقاته تحديدا حول الحاكمية في الإسلام وجذر لحركتهم التاريخية منذ مؤسسها الأول أحمد السكري ( مطموس الذكر غير المشهور ) الذي سبق بهذه الدعوة حسن البنا ذاته بحسب رأي الشيخ العتيق.
ثم عرج الشيخ العتيق في تفصيل دقيق عتيق مقنع واضح الحجج بائن البراهين على فكرة الإمامية والأممية ومعاداة الفكر الإخواني المسيس المشوش لفكرة الوطن والولاء للإمام.. أي حاكم كل وطن..سواء كان ملكا أو رئيسا أو أميرا لوطن من الأوطان.
وفي جانب ذات المحاضرة من قسمها الأول أشار الشيخ العتيق إلى أكثر من خلل عقدي في عقيدة الإخوان كممارسة دينية وأفكار افتائية ذروة اختلالاتها تجسدت في فتاوى القرضاوي الشهيرة التي أثارت جدلا ورفضا لها بين فقهاء السلف.
وشدد الشيخ العتيق في آخر محاضرته على أن هذا الفكر الإخواني المنحرف لايهمه إصلاح الأنظمة وإن زعم أربابه الإصلاح وإنما غايتهم الكلية إسقاط الأنظمة واعتلاء سدة الحكم للعبث بمقدرات البلاد وقيادة شعوبها كما يريدون لهم كقطيع تابع.
وأضاف الشيخ العتيق أنهم في هذا يلتقون بمنهجية فكرة ولاية الفقيه وسياسة الخميني الملالية في إيران.
وفي القسم الثاني من ذات المحاضرة في جامع الملك فهد بمحافظة العلا..
من جهته الشيخ فيصل بن سعود العنزي الذي استلم دفة القسم الثاني من المحاضرة القيمة التي اتضح تقاسم الشيخين للمحاضرة. كل منهما في جانب هام من جوانب بيان خطر جماعة الإخوان..ركز الشيخ العنزي في محاضرته على أثر جماعة الإخوان المباشر على شباب الوطن من خلال إدارة جماعة الإخوان لخطاباتها الأممية الموجهة للشباب في تصدير الفكرة الاستلابية الخطيرة ( العزل عن الواقع ونبذ عقيدة السلف واحتقار الرموز وتبديع المواطنة ).
وشدد الشيخ على ضرورة الحذر من هذا العنوان الثوري العريض الذي تصدر جماعة الإخوان تحته كل الأفكار المركبة المربكة للشباب وتحديدا في الأعمار الأولى الفتية للشباب التي يكون فيها الشاب غضا طريا من السهولة تجريف عقليته واستلاب إرادته بشنشنات أصبحت معروفة مهورة عن هذه الجماعة مثل العزف على نغمة الخلافة ووصم الوطن بالوثن والوطنية بالوثنية لتبغيض العقول الشبابية في أوطانهم واحتقانهم بالكراهية على مجتمعاتهم وأوطانهم ومحاربة حكامهم.
وفي نهاية المحاضرة انتقل الشيخان العتيق والعنزي إلى مجلس عشيرة البدنة في العلا لتناول مأدبة العشاء بدعوة كريمة من رئيس المجلس الشيخ خالد بن حمد الفرحان المورعي الذي عرف عنه وعن عشيرة البدنة ومجلسهم العامر كل الكرم وحسن وفادة ضيوف العلا بشكل عام..
حيث حظي هذا المجلس العامر المضياف الواقع في حي ساق شمال العلا على مدار السنوات الأخيرة بزيارات نوعية من داخل المملكة وخارجها لأفراد ومجاميع من المسؤولين والنخب من أمراء ووزراء ودبلوماسيين وأساتذة جامعات ومشائخ وأدباء ورحالة وحملات طلبة ضمن فرق تطوعية.
كما اعتاد مجلس عشيرة البدنة وشيخها الشهير الفرحان على المبادرات المجتمعية لتكريم كل من يقدم خدمة للعلا ويحقق للمحافظة صيتا ومركزا مرموقا في مجال من المجالات الإبداعية أو الخيرية أو المجتمعية.