بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 20 يوليو 2020 09:51 مساءً 0 575 0
جائحة الطلاق وأبناء في مهب الريح
جائحة الطلاق وأبناء في مهب الريح

صدى الحجاز 

الكاتبة -إيمان الشاكوشي 

تعد تجربة الانفصال بين شريكين في الحياة من التجارب المريرة والصعبة ولها أثر نفسي حاد على الأسرة وقد يمتد ذلك إلى تأثير بعيد المدى؛ والذى لا يُحمد عقباه على الأبناء وبمجرد الإعلان وإطلاق شرارة نبأ الطلاق وفقدانهما لهذه الشراكة، فلن ينتهى دورهما أبداً،
 ولذا عليهما التفكير جيداً. بالنتائج المُحتملة والمتوقعة من قرار جائحة الانفصال وإن لم يتراجعا عن القرار فعلى كليهما إيجاد طريقة وأسلوب مناسب في إيصال خبر الطلاق والتمهيد له بفترة حتى لا يقع الأمر على الأبناء كالفاجعة وللتخفيف عليهم من عبء تلقى الصدمة المحزنة وأن يضعا في اعتبارهما أن لكل عمر من الأعمار له طريقته المختلفة في التعامل معه عن الآخر ومدى التجاوب وتقبل الأمر سواء باليسر أو بالعسر، وليتحمل الأبوان المسؤولية وما يتبعها وبالأخص الطرف الذي قطع كل خيوط الصلح وأصر على إنهاء العلاقة الزوجية، ويجب عليه أن يأتي بالدور الإيجابي وأن يستعمل طريقه اللين والتفاهم مع قرة العين وعليه الخروج بأقل الخسائر والأضرار الممكن حدوثها، فالنتيجة المترتبة والمتوقعة على الأبناء هو أن ينتابهم شعور من السلبية والدخول في أزمات نفسيه مصاحبة بالإحباط وهذه المحصلة الضريبية للتعبير عن مشاعرهم وأن يظهروا بعض من التصرفات غير المألوفة، فالبعض من الأطفال يكتسبون سلوكاً عدواني وآخر يصبح انطوائي وآخر عنيد وهذه من السلوكيات التي لم تكن تنتمي إليهم في السابق فلا غرابة لهذه الصفات المكتسبة فهى الناتج الطبيعي لردة الفعل عليهم فكما يقال :أن لكل فعل ردة فعل ..
هناك عدة أسباب أخرى للتغيير من سلوكياتهم 
منها افتقادهم لأبسط أمور الحياة المعيشية التى تعودوا عليها،
 انفصال الأبوين عن بعضهما كان بمثابة الصاعقة التى تحرق قلوبهم فيتسلل إليهم ذلك الشعور السلبي الذى سلب منهم متعة الحياة فيتولد لديهم إحساس بالضعف والانكسار الداخلي وانعدام الراحة والعجز عن إصلاح ما فسد وبمحاولة يائسة منهم بلم شمل العائلة والتي قُبلت بالرفض تماماً من أحد الأبوين وهنا يأتي منهم التفكير بأن الدفء والطمأنينة اللذين كانا يُحاط بهما داخل البيت والذي كان يحفه السكينة من كل جانب تحت كنف الأم والأب قد فُقدا وتبدل أحواله تماماً، لابد من المغادرة والفراق بينهم ومع من سيكون المأوى، وبينما ذلك التصور يبنى ويترسخ في عقولهم ويصاحبهم الهلع، والبعض يتملكه الخوف وفقد الأمان مما يجعله تحت سيطرة الضغوط النفسية فيصيبهم حالة من التوتر ومن هنا كانت أهمية الدور النفسي وتحمل المسؤولية تجاه الأبناء، فيجب أن ينتبها لهذه النقطة الفاصلة والحاسمة وعليهما أن يتذكرا أن لديهم أبناء مثل النبتة ويجب الاهتمام بها ورعايتها حتى تنبت وتزدهر ولا تذبل ، ويتم ذلك بالتواصل ومشاركتهما معاً تفاصيل حياة أبنائهما سوياً والاهتمام واحتواء الأبوين لفلذات أكبادهما في هذه الفترة الصعبة لتكون من الأولويات الضرورية وعلى الرغم من وجود الخلافات والنزاعات بينهما، وإن لم يتفقا فيما بينهما في حياتهما الزوجية قبل الطلاق فعليهما أن يتفقا على شيء واقع بينهما وملموس وأن يضعا كل منهما الخلاف الحاصل بينهما على جنب وأن يستوعبا هذه المرحلة القادمة وخطورتها .
وهناك مصالح وواجبات تجاه ابنائهم ويجب مراعاة ذلك وتوفير التهيئة المريحة لهم بأقل الخسائر النفسية والمادية وللتخفيف عليهم من الشعور بافتقادهم الحياة الأسرية السوية في بيت واحد والتي لم تعد كالسابق واختلف عليهم الحال ولم يعد أحد من الأبوين ملازماً لهم طول الوقت وأصبحت هناك مسافات تعيق بينهم وصار كل منهم بعيداً عن الآخر
 فهنا يجب عليهم ترك باب الحوار مفتوحاً بينهما وعدم أغلاقه حتى يسود الطمأنينة في نفوس الأبناء واجتيازهم لهذه المحنة الأليمة والعبور منها بسلام، والإدراك منهما بخطورة هذا الأمر والمشاكل النفسية المترتبة عليهم  في المستقبل فالحوار الهادف والبنّاء يساعد على تخطي الأزمات
" فكم من قصص محزنة تُروى عن أبناء ضاعوا في متاهات الحياة وعبثت بهم الأيام بلا رحمة ولا وجود لمرشد ًيقودهم فتاهت منهم دفة التوجيه

 وتعد ظاهرة الإهمال وعدم الإنصات للأبناء، والتجاهل من بعض الآباء لتدابير شؤونهم الحياتية، وهى من المشاكل الكبرى التى أصبحت تتفشى في المجتمع بعد الطلاق وتزيد الأمر قلقاً وتعقيداً
كيف ينشأ هذا الجيل ويعتمد عليه في المجتمع وأين دور هذا الأب؟ 
وهو الذى يغرس فيهم القيم والمبادئ وتعليم أصول الدين الصحيحة ويقول لهم هذا الصواب وهذا الخطأ،
 فماذا ينتظر منهم أن يقدموا للمجتمع؟ 
الاب وقطيعة صلة الرحم يقاطع أبناءه، وكأن لم يربطه بهم دم ولا نسب فعجباً!! 
لهذا التصرف المهين والخارج عن الفطرة، فالقلق المستمر والعمل بكد وكفاح والخوف عليهم الدائم فهي فطرة خلقها الله تسيطر على كل أب ومن الأعذار والتذرع بالحجج ليتهرب هو من مسئوليته وعدم الإنفاق عليهم (بمقولته) أنهم يسكنون مع الأم فلا حقوق لهم عنده أليس الطلاق هو من وضعهم في هذا الوضع الذي لا يحسدون عليه؟ وليتذكر كل من يفرط في حق من حقوق الله أنه محاسب وعليه مأكلهم ومشربهم وكسوتهم وتهذيب أخلاقهم والانتباه إليهم حتى لا يقعوا فريسة سهلة لأناس ليسوا ببشر يلبسون أقنعة الإنسانية وهم في الواقع ذئاب بشرية تنتظر صيدها وهم من؟ 
أبناؤك أنت.. وليتك لا تنسى وتتناسى أيها الأب الفاضل حديث الرسول r "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ"
التشديد والحرص على أهمية الحوار فهو وسيلة من الوسائل التى تساعد على تجاوز الصعاب والإدراك منهما بخطورة هذه المرحلة لتفادي الكثير من المشاكل
ومن إحدى الاسباب للوقوع في الإهمال، يسوده جانب التقصير والإهمال وعدم المتابعة والتغافل وعدم الإنصات فالأبناء في احتياج دائم لمن يسمع لهم ولشكواهم والدفاع عنهم عند وجود أي مشكلة لديهم واتخاذ الحلول المناسبة سواء من ناحية الإنفاق مالياً أو نفسياً أو مجتمعيا
 وهل إقامتهم المعيشية مع الأم جعلتك غير مكلف بالواجب الشرعي ؟
الإحسان إليهم واكتمال دورة الحياة والصبر عليهم، ناهيك عن كثرة مشاكل المطالبة بالنفقة وأشغال المحاكم بأمور سهلة الحل ولإجبارك على دفع النفقة، لماذا تنتظر المحاكم فأنت سوف تدفع لا محالة فاختصار الزمن والوقت والجهد واللجوء إلى الصواب هو عين العقل
 ولا تهلك عشيرتك وعيالك إرسال النفقة من نفسك فأحسنوا وأنفقوا من أنفسكم ولا ترهقوا من حولكم ولا تجعلوا أبناءكم تشاهد التنازع بينكم في المحاكم حتى يتعلموا في المستقبل وردوا الحقوق إلى. أهلها وحتى لا تفقدوا هيبة الأب ونظرة المجتمع وأنتم القدوة فتحلوا بها أمام أبنائكم، فهم أمانه ورزق من أرزاق الله والشكر على هذه النعمة المعطاة وأجعل عملك خالصا لوجه لله وتحمل فلذات أكبادك فكن لهم المعلم الحاذق يكونوا في طوعك وذخراً لك وعونا.. فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله r «إنَّ الرجُلَ لَتُرْفَعُ درجتُهُ في الجنةِ فيقولُ: أنَّى لِي هذا؟ فيُقالُ: بِاستغفارِ ولَدِكَ لَكَ" ألا يستحق منك هذا التعب والعناء أيها المربي.. فالدين المعاملة..

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

ايمان محمد
كاتب وناشر
محررة ومدير تحرير جدة بصحيفة صدى الحجاز الالكترونية

شارك وارسل تعليق