بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 22 ابرايل 2021 03:14 مساءً 0 609 0
الثلث الأول من رمضان
الثلث الأول من رمضان

الثلث الأول من رمضان


بقلم / بشرى الحافظ - كاتبة ومؤلفة سعودية


عاد من المسجد وهو يفكر ثم توجه نحو مكتبة والده رحمه الله تعالى .. دلف إليها وهو يتذكر ماقاله له : " من بعد الالتجاء لله جل في علاه ، إن شغلك أمر ما واحترت فيما تفعل ، فستجد ضالتك بإذن الله بين هذه الكتب " !
توجه نحو كتب التفسير ، اختار منها تفسير ابن كثير لسورة البقرة وتحديدا للآية ( ٢٧٦ ) توقف عند قول الله تعالى فيها : (( ويربي الصدقات .... )) 
فبدأ يقرأ ماورد في تفسيرها وتفسير الآيات السابقة لها ؛ والتي كانت تتحدث عن الإنفاق لوجه الله تعالى !
استوقفه حديث أبي هريرة رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولايصعد إلى الله إلا الطيب ، فإن الله يقبلها بيمينه فيربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه ، ...))
قال محدثا نفسه : 
يالكرم الله المنان ! يُربيها ! وهو غني عن العالمين !
وله خزائن السموات والأرض ! وهو الرزاق ! ومالك الملك !
شعر بغصة وهو يقرأ فضل الصدقة ، كيف لا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود مايكون في رمضان ! وهو شهر الجود والإحسان !
وتذكر الأحاديث التي قرأها سابقا والتي فيها ندب للصدقة :
كحديث
" ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وينادي ملكان: اللهم أعط منفقاً خلفا، وأعط ممسكاً تلفا "
وحديث
" مانقصت صدقة من مال "

يالعطاء الله !
جعل الإسلام أجرا عظيما للصدقة 
على أن يبدأ الإنسان بمن يعول ! 
بعد أن يؤدي حق الله في الزكاة الواجبة .

تذكر ماحدث له بعد الصلاة هذا اليوم !
إذ كان قد لاحظ أحد المصلين ؛ ممن لم يشاهده من قبل ، يبدو عليه الإعياء ! 
وقد تكرر هذا الأمر ، فذهب إلى إمام المسجد ليسأله عن حاله ! 
فذكر له الإمام بأنه سكن حديثا في الحي ، وكان مريضا لعدة أشهر ، وقد تحسن وبدأ يصلي مع الجماعة ، ولكنه فقد عمله جراء ذلك ، وهو بحاجة للمساعدة ،  فهو لايجد قوتا له ولأهل بيته ! ولكنه متعفف لايسأل أحدا ! إنما يستحق أن تُمَد له يد العون ! خاصة في هذا الشهر الفضيل مع الحاجة للإفطار والسحور ليستعين العبد بهما على الصيام !
حينها شكر إمام المسجد ووعده بأنه سيسأل عمن يمكنه تقديم بعض المساعدة  !

أعاد كتاب التفسير لمكانه ، وتوجه إلى غرفته ، وفتح الخزانة ليُخرج ظرفا كُتب عليه : " إدخار " ، أخرج منه مبلغا ووضعه في جيبه ، وخرج للقاء إمام المسجد ، وهو يردد قول الله تعالى : " وماأنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين "

تأمُّل : مُضيُّ الثلث الأول من رمضان دعوة لتدارك ماتبقى منه بالعمل الصالح ولو بيسير الصدقة !

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق