بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الجمعة, 23 ابرايل 2021 04:10 صباحًا 0 409 0
متى يفطر الصائم ؟
متى يفطر الصائم ؟

متى يفطر الصائم ؟


الكاتب / ياسر الثقفي


سيناريو يتكرر في كل رمضان، وأنت في سيارتك تستمع للإذاعة، أو متسمراً أمام شاشة التلفاز، يظهر شيخ فاضل مُفتي، ومتصل من عامة الناس يسأل : هل قطرة الأنف تفطّر؟ وآخر يقول : أكلت ناسياً .. وثالث يستنجد هيئة كبار العلماء في معرفة الحكم الشرعي لاستعمال السواك!! وأخرى تستفسر عن المكياج والعطورات أو البخور.، هل وصل بنا الحال، إلى هذه الدرجة من الجهل ونحن في عصر العلم كما ذكر أحمد زويل.

لا مانع من سؤال (أهل الذكر) عن بعض الأحكام، ولكن لا أجد مبرراً لأسئلة من المفترض أن نكون قد حفظنا إجاباتها، وصرنا نعلم بها أبناءنا وبناتنا، لأنها ضرورة يومية أساسية، وقد أشبعت طرحاً وضرباً وقسمة.

أعتقد أن (بعض) الناس عنده عقدة من الحلال، ويستغرب أن أغلب الأشياء مباحة، ولذلك يسعى لمناقشة المشايخ لتحوير الأصل (الحلال) وجعله استثناء (حرام).

 فسائلٌ يقول يا شيخ هل يجوز أن أذهب إلى الخلاء بالجوال؟ فيقول الشيخ نعم .. لكن يا شيخ فيه قرآن .. يجوز يا أخي .. لكن يا شيخ .. يا ابن الحلال يجوووز، ويستمر في التكرار على الشيخ حتى قال الشيخ هل تحفظ شئ من القرآن؟ قال نعم .. قال إذن (اقطع) رأسك ولا تدخل به الخلاء.

من باب المنطق والنظر للأسباب المادية في الإفتاء، هذا يشبه رجلاً سأل ‏أحد الأئمة إذا دخلت النهر لأغتسل فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها؟ فأجاب الإمام اجعل وجهك باتجاه ملابسك كي لا يسرقها أحد.

رأيت في مقطع متداول بوسائل التواصل، يقول المتصل للشيخ : هل يجوز أن أضع اصبعي في فمي ثم أقلب به صفحات المصحف؟! وبصرف النظر عن إجابة المفتي الذي توسع في الرد، كما حدث مع بني إسرائيل في قصة البقرة، كيف خطر للسائل مثل هذا الاستفسار الغريب، لا أدري إن كان منطقياً في نظر البعض وأنه من باب الحرص، لكني أتعجب من إغفال جانب (النية) وتحديد مرادنا في أي عمل نقوم به.

كنت أعرف أحد الأخوة عافاه الله، ممن يحمل هذا التوجه الفكري، يفرح عندما يسمع كلمةحرام أو لا يجوز، ثم ينطلق داعياً إلى الله بإذنه كما يظن، ويبدأ في تهديد الناس ووعيدهم، وعندما لا تروق له بعض الأطروحات عن الأمور المباحة، يذهب للتنقيب عن أي مرجع أو رواية ولو كانت ضعيفة السند ليقول بتحريمها، يريد أن يقتل المتعة.

أخيراً ‏‏كان الإمام أبو حنيفة يشتكي من ألم في ركبته، فاستأذن طلبته بمد قدميه وإلقاء درسه، فدخل رجل وقور، سمح الوجه حسن الثياب كث اللحية، فاستحى الإمام وعدل رجليه، ثم قال هذا الرجل متى يفطر الصائم؟ قال ٱبو حنيفة إذا غربت الشمس، فقال الرجل وإن لم تغرب الشمس؟!!
فقال : آن لأبي حنيفة أن يمد قدميه.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق