أجمل ليالي الدنيا

بقلم الكاتبة / بشرى الحافظ

اقتربت أجمل ليالي الدنيا ..
وهي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ..
وكأن أوراق التقويم أضاءت أرقامها في هذه الأيام تحديدا واحتفاء بها !
بدأ السباق الحقيقي .. واجتمع الصادقون الموفقون للطاعات استعدادا لخوضه .. وشمروا عن سواعدهم .. أصوات لايسمعها الناس تشهد لها الأرض والسماء .. ابتهالات وتسبيح وذكر وترتيل لكتاب الله الكريم الذي يروي ظمأ الروح من بعد عجاف أشهر العام المنصرم .. ليس هجرا .. ولكن لأنه شهر القرآن الذي تتضاعف فيه أجور الحسنات كرما من الله المنان .. 
يجتهد فيه كل عبد أن ينهل من كل العبادات خيرا لينال أجرا جزيلا ..
فقد كان من هدي سيد الخلق وأشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم كما أخبرت عائشة رضي الله عنها : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» 
وكان يعتكف دلالة على فضل هذه الأيام !
في العشر الأواخر هدية ربانية تختبيء منتظرة المجتهدين المتحرين لها بدوام العمل الصالح كي يبلغوها .. وهي ليلة القدر العظيمة التي كرّم الله بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم !
إذ قيامها إيمانا واحتسابا سبب لغفران الذنوب ..
بل إن الدعاء فيها كفلق الصبح لايُرد ثقة بوعد الله ! 
حتى أن الأقدار قد تتبدل فيها للخير بالدعاء لطفا من الله الجليل .. وحكمة يختارها لمن يشاء !
وتحريها لفضلها ولكثرة من يُعتق فيها ..فهي سلام على المؤمنين !
إننا بحاجة لنوقظ الهمم في نفوسنا كي نستدرك ماتبقى من شهرنا الفضيل !

اللهم كما بلغتنا شهرك الكريم بفضلك وجودك وإحسانك .. بلغنا ليلة القدر .. واجعلنا فيها من القائمين الموفقين المتعبدين الذين شملهم عفوك وغفرانك .. وبشروا برضاك وجنتك والعتق من نيرانك !

تأمُّل :
غنائم الدنيا رحمات من الله كي يحيي القلوب التي أوهنها التقصير !