بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الخميس, 15 يوليو 2021 04:23 صباحًا 1 761 0
الابتزاز العاطفي ..
الابتزاز العاطفي ..

الابتزاز العاطفي 

الكاتب / ياسر الثقفي


هل فكرت في يوم من الأيام أن هناك من يستغل عواطفك للتحكم والتلاعب بك؟ هل تخاف أو تشعر بالذنب عندما يطلب منك شخص مقرب القيام بفعل أنت غير مقتنع به أصلاً؟ هل أفنيت عمرك في السعي لإرضاء (ناس) كل همهم هو الحصول على ما يريدونه منك فقط؟ 
لماذا تخاف كطفل صغير يظن أن الاعتذار نهايته كارثية؟ لماذا تبالغ بالرأفة والحنان وتعتقد أنه ليس من حقك الرفض أو الغضب حتى؟ لماذا عند حدوث خلاف معين، تسعى لتقديم نفسك قرباناً للمصالحة والتضحية بنفسك بدل المتسبب الحقيقي في الخطأ؟
ما لا تعلمه ويجب أن تعلمه الآن هو أنك كنت (ضحية) لما يسمى بالابتزاز العاطفي.
لاحظ أنك عندما تقوم بعمل جيد بقناعة تامة، وعدم شعور بالذنب وبدون خوف أوضغوطات أو تهديدات عاطفية، فأنت إنسان طيب مبادر محب للخير، لكن أن ترضخ لتنفيذ مهام وأعمال دون اقتناع، بل قد تضرك أو تؤذي نفسك بسببها فأنت مجرد (رهينة عاطفية) تم التلاعب بها.
الطبيبة الأمريكية والكاتبة الشهيرة سوزان فورورد لها كتاب يحمل نفس العنوان (يباع في مكتبة جرير) ذكرت فيه أن الإبتزاز العاطفي هو أحد أشكال التلاعب القوية يقوم خلالها المبتز الذي تربطه صلة قوية بالضحية بتهديده، بطريق مباشرة أو غير مباشرة بالعقاب إذا لم يحصل على ما يرغب، حيث يكون على علم بنقاط ضعف ضحاياه وأدق أسرارهم.
"فالأشخاص الذين يلجأون للابتزاز العاطفي هم من الأصدقاء والزملاء وأفراد العائلة الذين تربطنا بهم علاقات قوية ونرغب نحن في تعزيزها وإنقاذها"
ومع علمه أن الضحية يرغب في الحب أو الدعم أو تأكيد الهوية قد يهدد المبتز بالتوقف عن قيامه بذلك أو سلبه إياها أو قد يجعله يشعر بأن عليه أن يثبت استحقاقه لها".
من أشهر الأمثلة على هذا النوع من الابتزاز ما ورد في رواية الجميلة والوحش (Beauty and the Beast) حيث وصفت أنجيلا كارتر هذه القصة بأنها "دعاية للابتزاز الأخلاقي" ففي نهاية القصة يقوم الوحش بفعل صريح من أفعال الابتزاز العاطفي : إنني أمووت منذ أن تركتِني .. ولكني أرى أن ما حدث مع هارون الرشيد من سلوك البرامكة وسيطرتهم على مفاصل الدولة، واستحواذهم حتى على مشاعره وأحاسيسه، كان أعظم مثال في تاريخ الأدب العربي والإسلامي على الابتزاز العاطفي الصريح، الذي تخلص منه في الأخير باتخاذ قرار المقاومة والتصدي لهذا الموقف.
دانيال ميلر انتقد إساءة استخدام الابتزاز العاطفي في علم النفس العام كوسيلة للدفاع ضد أي شكل من أشكال الشعور بالأخوة، فقد أصبحت فكرة أنك يجب أن تراعي شعور الآخرين تهديدًا للحرية الشخصية، ولذلك أصبح الكرم والطيبة ومراعاة شعور الآخرين لعنات للابتزاز العاطفي.
أخيراً، اتخذ قرارك، لا تخف وكن شجاعاً، اعبر الضباب، افصل زر الخوف، انتصر لنفسك، أزِح عن قلبك الضرر، ابذل الجهد الكافي للتخلص من المبتز، قد تكون كلمة (مبتز) كلمة قوية، ولكنها للأسف تعبر بشكل دقيق عما يمارس ضدك، وضد مشاعرك وإنسانيتك.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق