القلم الوحيد .
الكاتبة والمؤلفة / بشرى الحافظ
كان الأمر معتادا بالنسبة لي أن أذهب كل ليلة إلى سريري وحدي بكل ما أحمله بين جنبي من مشاعر ، بأفكاري وخططي للغد ! وكان الصباح صديقا يجلب لي البهجة ، وكأن الله تعالى يمسح به ما مر بي في الأمس !
كان يومي طويلا ، وكأن الليل والنهار اتفقا بينهما على سجال لاينتهي !
وحين يواجهني النوم باكرا ، أقاوم الثقل في رأسي ، وألقي بوسادتي بعيدا كي لا تجذبني فأستلقي ، أبقى يقظا أفكر كثيرا ، وقد أقفز من سريري فجأة واتجه إلى مكتبي لأسطر ماخطر ببالي ! وفي طريق عودتي لا أتخلى عن ممارسة أداء أدوار لمشاهد رسمتها في مخيلتي !
تأكدت بأن التمثيل مهنة تدل على براعة الشخص وذكاءه ، ولكني أحب الرقص على الشعور كي لايسبر أي شخص أغواري ، أو يقرأ حقيقة مايعتريني في أي موقف !
كنت أقابل العالم بصمتي المعتاد بالنسبة إليهم ، لأنني أعلم بأنه لايمكن لأحد بأن يفهمني ! ولا أحب نظرات الآخرين المختلفة نحوي وكأنهم يشاهدون لوحة شاحبة !
ومع ذلك كنت شخصا شغوفا _ وإن لم أُظهر ذلك _
محبا للمرح ، يصنع السعادة مع ذاته ، فيضحك كطفل صغير على كل موقف يمر به ، ويقص على نفسه مافعله ، يبتكر من الأشياء التي حوله وسيلة للترفيه ، يعشق الاكتشاف حتى لو كان حافلا بالعقبات ! يبحث عن سلالم التحدي ليصعد بها ، حتى لو وجد أمامه طرقا ممهدة ! مغامر .. صلد
..لايعرف التوقف ! وكل ذلك دون أن يحتاج إلى مشاركة أحد !
أخيرا .. أطلقوا علي اسم ( تَوحُّديّ )!
وكنت أفتخر بهذا المُسمى .. لأنه صنع مني شخصا رائعا ، حانيا ، رقيقا ، قويا ، متفردا بشخصيته التي صقلتها الظروف ، وتطوير الذات !
شخصا ناجحا استطاع _ بفضل الله تعالى وتوفيقه _ تحقيق حلمه رغم كل شيء .. !
تأمُّل :
إن التفاتنا لرأي الآخرين فيما نصنعه يئد أحلامنا في مهدها !