بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الجمعة, 19 نوفمبر 2021 01:40 مساءً 0 447 0
الأعمار العجاف..
الأعمار العجاف..

الأعمار العجاف

بقلم / بشرى الحافظ - كاتبة ومؤلفة 

من منا لم يتعرض للخيبة والخذلان ؟!
من منا لم يفقد عزيزا ؟!
وكيف أصبحت الحياة بعد ذلك رمادية ، فقدت 
رونقها ، ولذة السعادة فيها .
وتركت تلك التجربة أثرا عميقا بداخلنا ، بالكاد 
نتجاوزه كي نستمر .
تلك الصدمات ، والمواقف الأليمة ؛ من الفقد 
والخذلان هي صورة مصغرة لما نفعله بذاتنا بشكل يومي ، دون أن نشعر !
إننا نفقد أنفسنا ، ونعرضها لخيبات متتالية ؛ 
حين نتسبب لها بهذا الشعور ، 
وذلك حين تقصيرنا أو هجرنا
 لتلاوة كتاب الله تعالى.
أصبحنا نتعذر بضيق الوقت ، وكثرة المسؤوليات 
الملقاة على عاتقنا ؛ والتي لاتترك لنا مجالا لنهب 
أرواحنا بعض النداوة ؛ كي يبقى غصنها غضا ، 
ولا تعاني اليباس من بُعدنا عنه .
أصبحت الدنيا هي أكبر همنا دون أن نشعر .
المؤلم أننا لايمكن أن تناسى ، أو نتجاهل رسائل 
العالم في وسائل التواصل ، ولكننا عرضنا قلوبنا
 لصفعة خذلان كبيرة ؛ حين هجرنا تلاوة القرآن الكريم .
كيف ارتضينا لأرواحنا هذا الظمأ ، ولم نهتم بأن
 نرويها ولو بهتان من بعض الآيات ؟!
شق علينا قراءة صفحة منه ، ونحن لانتوانى 
عن تصفح هواتفنا كل حين !
( وَلَقَد يَسَّرنَا القُرءانَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُدَّكِرٍ ) ! 
لا حجة لأي منا ، فبفضل الله عزوجل علينا ؛ 
 منحنا مع تطور العلم ؛ تطبيقات
 لتلاوة المصحف .
ولكننا حتى وإن قمنا بتثبيتها على أجهزتنا ، 
نتركها في صفحة يتيمة لانمرها ، ولاننهل من معين النور الذي نحتاجه كي يشرق كل شيء في أعيننا ، 
حتى أصابنا ضمور التفكير فيما يتعلق 
بحياتنا الحقيقية الأبدية .
وكأننا ارتوينا ، واكتفينا ، وكل نبض فينا يشكو 
جدبا ، حتى أصبحت أعمارنا عجافا .
تعثرت أهدافنا ، ونحن نستنفذ طاقاتنا ؛ وقدراتنا 
من أجل الصمود ؛ والأحلام التي تعاني بؤس
 التحقيق ، وتناثر الأمل مع كافة محاولاتنا ، 
ونظل نتساءل لم شح التوفيق علينا بعطاءه ؟! 
لم أصبحنا فقراء البركة في كل شيء ؟!
لم أصبح الاكتئاب ، والحزن كظل يلازمنا مهما
 أُكرمنا بموفور النعم ؟!
ولو أننا عدنا إلى القرآن الكريم ، لوجدنا لكل أمر
 يتعلق بحياتنا آية تلامسنا ، وقصص تحكي 
عن تفاصيل متشابهة ، 
تسلي بها أفياء الشعور ، 
وتربت على كتف التعثر ، آيات فيها وعد بخير الدنيا والآخرة ، لكل من كان مع الله .
أينا لا يبتهج إحساسه إن وصلته رسائل من أحبته ؟!
فكيف بأعظم رسالة في الكون ، آيات الله الرحمن 
الرحيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وله المثل الأعلى في السموات والأرض .
ولو أننا صدقنا الحب لما هجرنا كلامه سبحانه ؛ 
والذي من فيض حبه رحمنا رغم تقصيرنا ، 
وسترنا رغم ذنوبنا ، وأسبغ علينا نعما جليلة ؛ 
وتلاوتنا للذكر الحكيم هي أقل الشكر ؛ ودوام 
للوصل كي لايحدث الهجر .
لاشيء أعظم أثرا على سعادة قلوبنا من بعد الصلاة ؛ كتعهدنا لكتاب الله تعالى .
تفضل الله علينا أن جعلنا من خيار الأمم ، واصطفى لنا نبينا وحبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم ؛ الذي جاءنا 
بالمعجزة الكبرى ، وقال : ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي
 يوم القيامة شفيعا لأصحابه )) 
أنعم بها من صحبة ، ويالهناء من أعانه الله بهذا 
العطاء الرباني ، 
فكان القرآن رفيقه ، وربيع قلبه في الدنيا ، 
وحجة له في الآخرة .


تأمل : 
مختصر الحب الصادق في مقولة خالد بن الوليد 
رضي الله عنه وأرضاه ؛ 
حينما أمسك المصحف وبكى ثم قال : ( شغلنا 
عنك الجهاد في سبيل الله ) !

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق