بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 24 أكتوبر 2022 06:18 مساءً 0 496 0
في الطائرة ..
في الطائرة ..

في الطائرة ..


الكاتب/أنس محمد الجعوان
مستشار تدريبي 


في المقعد الذي أمامي بالطائرة ركبت فتاة عشرينية وكان من حسن حظها عدم وجود أشخاص بجانبها لقلة المسافرين إلى الرياض وكنت وقتها عائداً من تقديم دورة تدريبية استغرقت يومين تدريبية وأحاول أن أقضي على وقت الفراغ بالقراءة في كتاب اخترته بعناية عن المال ومن في جانبي خلد إلى النوم من أول لحظة ولم يستيقظ إلا بعد الوصول ونزول أكثر من في الطائرة.
ومنذ البداية بدأت هذه الفتاة في مشاهدة فلم أو مسلسل أجنبي عرفت ذلك من خلال الصوت المرتفع جداً والذي شتتني عن القراءة بغير مبالاة ولا احترام للآخرين وكان من الأجدر إستخدام سماعات الأذن حرصاً على المحافظة على الهدوء وعدم إزعاج الآخرين واحتراما لخصوصيتهم فالجميع له الحق في الهدوء والراحة والإستفادة من وقته.
 وأخيراً قررت محاولة النوم لعل من بجانبي يرسل لي رسائل إيجابية بالنوم ولكن هيهات فصوت الفلم أو المسلسل مزعج جداً وحاولت التكيف مع الوضع حتى وصولي للرياض وعلى مضض وأخيرا أعلن المذيع الداخلي في الطائرة إلى الوصول إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض لتسابق الفتاة الركاب للنزول وكأن شيء لم يحصل.
وفي رحلات كثيرة بحكم سفري الكثير لعدة مناطق تحصل مثل هذه المواقف الكثيرة ومن أشخاص مختلفين وغالباً ما يكونون صغار في السن غير مبالين بالآخرين وهنا يحق لنا طرح هذا السؤال: 
هل عندما نحصل على مكان ما في الطائرة أو غرفة في فندق أو طاولة في مطعم أو الركوب في سيارة أو مكان إنتظار يحق لنا أن نفعل ما نريد؟ أو نحترم مشاعر الآخرين ونضع أنفسنا في مكانهم ونعلم أن المشاركة في مكان ما تختلف كل الاختلاف عن أن تكون في مكانك مستقلاً.
هل الأنانية التي ينادي بها البعض في الآونة الأخيرة لها دور كبير في ذلك؟ أم أن التربية لها دور أيضاً؟ 
"نفسك فقط" .. "نفسك أولاً".. "أنت فقط" "أنا ومن بعدي الطوفان"..  
رسائل سلبية أدت للكثير من هذه المخالفات في الذوق العام والحفاظ على مشاعر الغير.
نلاحظ أيضاً في بعض الأماكن مخالفات في الذوق العام مثل التدخين والشيشة الإلكترونية ونشرها لغاز أول أكسيد الكربون السام وأمام الأطفال وقد تكون المخالفة من أحد الوالدين معرضاً نفسه وأسرته للأمراض الشديدة التي تنتج من التدخين السلبي وأثره على غير المدخنين وكلنا رأينا من مات أو ماتت قبل الشخص المدخن في الأسرة  بسبب التدخين السلبي في المنزل أو السيارة مع إغلاق الزجاج.
وأضف إلى ذلك القهقهات والضحكات الشديدة في الأماكن العامة وخصوصاً الكافيهات والمطاعم من المراهقات والمراهقين ممن لم يفكر أي منهم في إحترام الذوق العام أو مشاعر الآخرين ويزيد على ذلك الإستماع وبصوت مرتفع إلى الأغاني من أجهزتهم المحمولة وكأنهم في اجتماع في غرفة مغلقة رغم أنه لا يفصل بينهم وبين الآخرين أي حاجز.
وبالمقابل نجد الكثير من الناس يحترم مشاعر الغير ويضغط على نفسه وعلى أبناءه أحياناً خوفاً من أن يضايق غيره أو يجرحهم أو يؤذيهم  فتجد نظرة الآخرين له كلها إحترام وتقدير وامتنان لشخصيته المحترمة التي نثرت عبير وردها على من حولها وبالتالي تربى على يديها أبناء وبنات سيحملون هذه التربية العظيمة ويزرعونها في أبناءهم وبناتهم ومن حولهم فالخير مثل السنبلة التي تحوي حبوب القمح وتُعاد زراعة كل حبة من جديد ليحصد أصحابها سنابل جديدة تفيد الناس وتنشر الخير.
أكتب لكم هذا المقال وأنا في الطائرة مسافراً إلى منطقة أخرى لتقديم دورة تدريبية هناك ..

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق