بوابة صدى الحجاز الإلكترونية 

الأثنين, 01 مارس 2021 06:32 مساءً 1 585 0
(شاهد من ذاكرة التاريخ)
(شاهد من ذاكرة التاريخ)

(شاهد من ذاكرة التاريخ) 


جدة - عيد الثبيتي 


المؤرخ - فلاح بن هادي  الوتيد الشهراني يسرد لنا من ذاكرة التاريخ (قصة)..... 
الوفاء والمرجلة لا تباع ولاتشتري بل هي طبع في نفوس الرجال وعادة تربى عليه الانسان في الصغر وصقلتها تجارب الحياه والاحداث - قائلا : ومن المواقف التى تستحق الذكر  أنه في عام ١٤١٧ التحقت بقوات الامن الخاصة طالباً عسكري وكان من بين المدربين الذين علمونا وأشرفوا على تأهيلنا أنذاك (الملازم/فهد بن ناصر العصيمي) ضمن طاقم تدريبي كفوء ومميز ، ولكن مع صغر سني الا أنني أعجبت بهذا الضابط لشدة حرصة في توصيل المعلومة لنا ومشاركتنا أعنف التدريبات الميدانية ومساعدتنا لإستعاب ما صعب علينا . 
أنتهى التدريب وتخرجنا وتم توزيعنا على وحداتنا وباشر كلاً منا عمله ، ومضت الايام وقابلت هذا القائد بعد سنوات وقد أصبح برتبة عقيد واذا بنفس الحيويه والنشاط والاهتمام في عمله ومع مرؤسية . وكنت أتذاكر مع بعض الزملاء دفعتي تلك الايام ومافيها من قسوة الأستجداد وصعوبة التدريب وكيف تجاوزنا هذه العقبات بفضل الله ثم بجهود مدربينا ومنهم هذا الأسد .
ومرت الأيام واذا بهذا البطل قائداً لنا وللقطاع برتبة لواء ، وعندما أقول( قائد فأني أعني ما أقول فهناك قادة حقيقيون وهناك رؤوساء وبين الاثنين فارق كبير) فالقائد/ هو المؤهل في ذاته الجدير بقيادة الرجال  والرئيس/ هو من أوجدته الظروف أوخدمتة فرص الحياه للوصول للكرسي.
المهم/ عادة بنا الذكريات للواقع ورجع بنا هذا البطل الى الجدية في العمل والتدريب والتطوير وشحذ همم الرجال لخدمة الدين والمليك والوطن . حتى أنني شاهدته بعيني وهو يشارك المتدربين في الميدان ويشرف على الخطط والعمليات ويراقب المناورات بنفسة ويعدل أخطاء المدربين بعين المعلم لا بعين الناقد أو المعاتب .
وفي أحدى الايام وخلال السير الطويل للمتدربين بالعتاد (٣٠) كيلوا تفاجاءت بهذا القائد وقد بلغ عمره قرابة الخمسين عام وهو ينطلق مع الشباب وكنت أراقب المشروع داخل مركبة ويشهد الله رأيته وهو يحث المتدربين ويشجعهم ويردد الاناشيد الحماسية ويحمل عن بعضهم السلاح والخوذه والدرع لمن أصيب أو أنهكه التعب ، والعجيب أنه بمقدمة السير من نقطة الانطلاق وأنتهى بنقطة النهاية في مشهد مهيب يدل على صفة القدوة والقائد الفذ .
ومما أذكره ويشهد به الجميع دقة حضوره للميدان وفي مكتبة ومشاركتة الفعلية لمنسوبيه في المهام والدورات والتدريبات والاهتمام بمنسوبيه في الأفراح والاحزان . بل كان مكتبه مفتوح للجميع وبقاعدة (الضعيف فيكم قوي حتى أخذ حقه ، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه).
وفي نهاية خدمة هذا القائد النجيب كتب الله له شرف قيادة القوات الأمنية المشاركة لأمن ضيوف الرحمن لحج عام ١٤٣٩ وقد ودع الخدمة وودع أبناءه الضباط والأفراد بكلمة عصماء ترسم خارطة الطريق لقائداً كان من خيرة رجالات الدولة الذين قضوا أعمارهم بالتفاني والولاء والفداء لله ثم للميك والوطن .@

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

غاليه الحربي
المدير العام
عضو مجلس الادارة ، أديبة وكاتبة

شارك وارسل تعليق