أمي ....
سامحيني
أمي
سامحيني ولاتعتبي عليَّ إن أنا ذهبتُ ولن أعود
سامحيني
لأني لم أكن إبنكِ المطيع
أنا
لم أعرف بأني يوماً سأضيع
أمي
اشتقتُ لصوتكِ ودفئك ِفعانقيني
وبين حنايا صدركِ ضميني
وبحرارةِ عطفكِ دثريني
قتلني الجوع والعطش
يا أمي
وأحسست ببردٍ شديد
لم أكن وقتها طفلٌ سعيد
كنت خائفاً وأنا وحيد
فأنا لم أسمعُ هاتفاً
يناديني من بعيد
أقتربي يا أمي
واسمعيني
هل ستعذريني ؟
فقد أمطرني الرحيل وجعاً
وزادني الفراق شوقاً وأدمعاً
كنتُ قريباً من بيتنا
أنا والخوف ولم تكوني بيننا
ذهبت لأسابق .. لألهو
فاعذريني .
أمي ، أرجوكِ كلميني.
هل كنتِ تنتظرين؟
عودتي سالما وتتأملين؟
سامحيني
إذ جعلتك تتألمين
ليس بيدي
فأنا طفلٌ صغير
ومن دون أن أدري
سرق الموت عمري القصير
هل تعرفين ؟
كنت اتمنى أن أعيش لأكبر
لكن !
الموت سبقني إلى البئر
إنه قدري يا أمي
آه لو تعلمين .
أن البئر كان عميقاً
مظلماً كان و مخيفاً
وأنا بين الصخر
بعيداً عن البشر
لم أقوى الوقوف على قدمي
هوى جسدي النحيل
واحترتُ بنزف دمي
أمي
عديني أنكِ لن تنسيني ولاتحزني
وأعدك سأبقى ذكرى تُروى فتبسمي
اشتقت لك يا أمي
طفلكِ ريان