ياعِيدُ قدْ جِئيتَ..
١/ ١٠/ ١٤٤٢هـ الخميس
للشاعر/
عُمَر بن عَبْدالعَزِيز الشّعْشَعِي
ياعيدُ ياعيدُ هَلْ أخْلَفْتَ مَوعِدَنَا
أمْ التّوَارِيخُ عَجْلَى كَي تُقَرِبَنَا؟
ياعِيدُ مِن أينَ لِيّ سَلوَى بِمَن رَحَلُوا
في القَفْرِ أجْسادُهُم والصّمتُ يَحرِقنُا
ياعِيدُ هَل عُدتَ بَعدَ العَامِ تُفْرِحُنَا
أم عُدتَ ياعيدُ بِالآهاتِ تَسْرِقُنَا
ياعِيدُ أهْدَيتَنا لِبْسًا ومِبخَرةً
والفَقدُ والجُرْحُ والآلامُ تَرشُقُنَا
فِيْ صُبحِْ عِيدٍ أَبِيْ قَدْ كَانَ يَرْوينَاً
بالبِشْرِ والحُبِّ والبَسْمَاتِ تَسْبِقُنَا
ياعِيدُ قدْ جِئْتَ هَذَا العامُ فِي كَمَدٍ
مِن بَعدِ عَامٍ لنَا بالحُزْنِ يُرْهِقُنَا
ياعِيدُ هَلْ نَلتَقِى بِالعَامِ تَذْكِرةً
كَيْ يَعْرِفَ النَاسُ أنَّ الأُنسَ يُسْعِدُنَا
رَأيتُ بِالقُدسِ نِيرَانًا ومَجْزَرَةً
أنَّى لنَا العِيدُ والأوغَادُ تَقتُلنَا
أزِقةُ الحَيِّ بالأقصَى قَدْ احترَقتْ
أطفَالُهَا مِن لَظَى البَارُودِ تَطلُبُنَا
والشّامُ ياعِيدُ بَعدَ العَامِ مَا نَطَقَتْ
طَهرانُ تَعثُوا وحِزْبُ الشَّرِ يَغْدُرُنَا
دِمشقُ تَبْكِي صَلاحًا أينَ أحْفادُ؟
وأينَ ذَاكَ الذِي قدْ كَانَ يَحمِيْنَا؟
بَيْرُوتُ والفُرْسُ والإخْوانُ قَدْ جَمَعُوا
بالخِزِي والعَار ِأنْجَاسٌ تُمَزِقُنَا
يا أمّةَ العُرْبِ ارْمِي كُلَّ مُنَتسِبٍ
لِعَارِ طَهرانَ والأعْدَاءُ تعِرفُنَا
( قُمْ )أرْضُهُمْ خِسَةٌ والخُنْعُ طَبعُهُمُ
كِلابُ شَرٍ عَن الأمْجَادِ تحْسَدُنَا
بلقِيسُ قدْ جَاءَ عِيدٌ بعدمَا فَقدَتْ
مِن جِيدهَا العِقدَ والصرَخَاتُ تعبُرُنَا
وسَيفُ بنُ ذِي يَزن فِي لَحْدِهِ شَجَبٌ
أكْفَانُه البِيضُ بِالأجدَاثِ تَلبِسُنَا
بَغْدادُ ثَكْلَى ولَمْ تَسمَعْ لِمُعْتَصِمٍ
يقُولُ لَبّيْكِ إنّ النَّصَرَ يَحْضُرُونَا
يَاعِيدُ عُذْرًا عَلى مَا كَانَ مِن ألَمٍ
خَنَاجِرُ الجَرْحِ مُنذُ العَامِ تَطْعَنُنَا